داڤيد تيديسكي المدير الإقليمي لساعات هوبلو فـي أميركا اللاتينية وجزر الكاريبي والشرق الأوسط وأفريقيا «يفضّل الشباب الساعات الضخمة والرياضية أما الفئات العمرية الأكبر سنّاً فهي تفضّل القديمة»
 |
الملابس: ” لورو بيانا” دبي مول
لم يدخل داڤيد تيديسكي عالم الساعات بالصدفة فهو ولد فـي جنيڤ مهد صناعة الساعات، وقد ورث منذ صغره شغفه بصناعة الساعات من والده الإيطالي وهو خبير فـي هذا المجال. وقد عمل تيديسكي جاهداً لتطوير شغفه ودعمه بالدراسات والخبرات اللازمة.
عام 3002، تسجّل فـي كلية Vallée de Joux (ETVJ) الفنيّة ليتخصّص فـي صناعة الساعات، حيث تعرّف على أوجه عالم صناعة الساعات كافة. قضى تيديسكي معظم إجازاته الصيفـية فـي التدرّب لدى العديد من علامات الساعات العريقة، متنقّلاً بين كلّ أقسام صناعة الساعات لإكتساب المعرفة والمهارة الحرفـية المطلوبتين فـي هذا القطاع.
عام 6002، نال شهادة بكالوريوس فنية وإجازة فـي صناعة الساعات مع مرتبة الشرف، كما تابع تحصيله العلمي لسنة إضافـية بغية صقل مهاراته فـي تعقيدات الساعات المتنوّعة مثل التقويم الدائم، التوربيون، مكرّر الدقائق، وحتى آليات الساعات القديمة التي شكّلت أدوات القياس الأولى.
وفـي مطلع عام 8002، أي خلال عامه الدراسي الأخير، التقى داڤيد ريكاردو غوادالوبي و جان كلود بيڤـر ليبدأ العمل فـي هوبلو بدوام جزئي، حيث خضع أولاً للتدريب خلال أشهر عدة فـي أقسام مختلفة من المشغل بما فـي ذلك أقسام المنتجات، التصنيع والإنتاج، ليتعرّف بشكل أعمق على كل العمليات والهيكليات الداخلية، وفـي نهاية دراساته، تمّ توظيفه لتأسيس مختبر الساعات وتحسين قسم الجودة فـي مشغل هوبلو الذي كان قد افتتح حديثاً آنذاك. أما دور مختبر الساعات فكان اجراء كلّ الاختبارات قبل طرح أي منتج فـي السوق، ما يحسّن من عمليات خطوط الإنتاج وتحليل المشاكل التقنية فـي كلّ مراحل الإنتاج. وقد ترأس داڤيد هذا القسم طيلة ٦ سنوات حيث قاد فريقاً صغيراً من الخبراء الفنيين.
ساعدته خبرته على الصعيد التقني، إضافة الى معرفته التجارية التي حصل عليها من والده وشقيقه، على الإنضمام عام 6102 الى الفريق التجاري كمدير للمبيعات فـي منطقة الشرق الأوسط وافريقيا. ولقد ساعد على وضع استراتيجية التسويق المطوّرة خصيصاً لهذه الأسواق عبر تنظيم فعاليات المنطقتين.
وبعد مرور سنتين من التطوير وتنفـيذ استراتيجية العلامة فـي هذه المنطقة الواعدة جداً، تمّت ترقية داڤيد عام 8102 لمنصب المدير الإقليمي لعلامة هوبلو فـي الشرق الأوسط وأفريقيا، وأضيفت عام 9102 أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي الى المناطق التي يترأسها لتصبح أربعة حول العالم.
وعلى هامش أسبوع دبي للساعات فـي دورته الرابعة الذي أقيم فـي مركز دبي المالي العالمي فـي الفترة الواقعة ما بين 20-24 نوفمبر 2019، كان للزميلة كريستين أبي عاصي فرصة لقاء داڤيد تيديسكي الذي عرّفنا من خلالها أكثر على ساعات هوبلو، وحدّثنا عن عمله والصعوبات التي يواجهها فـي الأسواق الأربع التي يتولّى إدارتها.
 |
تتولى إدارة مناطق أقليمية عدّة (الشرق الأوسط، أفريقيا، جزر الكاريبي وأميركا اللاتينية) ما هي نقاط الاختلاف ونقاط التشابه بين سلوكيات الزبائن الذين تتعامل معهم فـي هذه المناطق؟
فـي الواقع يوجد العديد من نقاط التشابه والإختلاف فـي الوقت عينه فعلى سبيل المثال: فـي الشرق الأوسط معدّل أعمار زبائننا هو بين الـ 02 والـ 04 عامًا، وهذه الشريحة تمثّل 57 فـي المئة منهم، بينما فـي أميركا الجنوبية فإن معدل أعمار زبائننا هو بين 04 و05 سنة.
فـي المجمل يمكن القول، إن عادات الشراء فـي أسواق أميركا اللاتينية وأسواق الشرق الأوسط وأفريقيا هي متشابهة كثيراً، ولكن الأمر يختلف فـي جزر الكاريبي حيث غالبية زبائننا يأتون من الولايات المتحدة الأميركية.
كيف يمكنك التوفـيق والتنقّل بين جميع هذه المناطق، أين هو مقرك الرئيس وكيف تقسّم أوقاتك؟
يمكن القول إنني أعيش فـي «السماء» لأنني أسافر بشكل مستمر ولا أمكث إلاّ مجموع شهرين فـي السنة فـي سويسرا. فأنا متواجد دوماً بين الشرق الأوسط وأميركا اللاتينية، علماً بأنني إستلمت منطقة أميركا اللاتينية وجزر الكاريبي حديثاً أي فـي بداية العام 9102. بالطبع تتطلّب طبيعة عملي الكثير من السفر ولكنني أجد أنه لأمر رائع التواجد دوماً فـي مناطق جديدة.
ما هي الأمور التي تسعى الى تطويرها فـي هذه الأسواق؟
فـي اميركا اللاتينية، السوق الأكبر هو المكسيك الذي يمكن مقارنته بدولة الإمارات العربية المتحدة، ولدينا شبكة توزيع جيدة هناك مؤلّفة من ٣ متاجر و40 نقطة بيع. المكسيكيون يعرفون عالم الساعات جيداً وقد دهشت عندما ذهبت للمرة الأولى إذ رأيت الكثير من ساعات رولكس وهوبلو لدى الناس، ولا شك فـي أن موزعينا هناك قاموا بعمل جيّد.
أما فـي الأسواق الأخرى من أميركا اللاتينية فالأمر مختلف، صحيح أننا قد شهدنا أعواماً ذهبية فـي البرازيل، إلاّ أن الأمر تغيّر مع التغيّرات السياسية هناك منذ عام 4102، إذ أصبح الأمر أكثر تعقيداً بسبب الضرائب على المنتجات المستوردة التي تصل الى 002 فـي المئة على المنتجات الفاخرة.
لذلك علينا إعادة النظر بأسعارنا لتمكين الموزّعين من المنافسة وتحقيق بعض الأرباح. وقد لاحظنا أن البرازيليين يميلون الى السفر الى ميامي فـي الولايات المتحدة لشراء الساعات بسعر أقل حتى لو كلفهم ذلك سفر ٤ الى ٥ ساعات من الوقت للذهاب الى هناك.
فـي الشرق الأوسط، سوقنا الأساسي هو المملكة العربية السعودية، والواقع أننا نسينا هذا السوق ولم نهتم به كثيراً فـي السابق، أما الآن ومنذ العام 6102 دخلنا هذا السوق بقوة، فقبل هذا التاريخ لم يكن لدينا متاجر فـي هذا السوق بل كنا مكتفـين بنقطتي بيع فقط، أما بعد عام 2016 فبات لدينا أربعة متاجر، واحد فـي الخبر وآخر فـي جدة واثنين فـي الرياض.
كذلك يعتبر لبنان من أسواقنا الهامة فـي الشرق الأوسط، لأن اللبنانيين يحبّون هوبلو، ولكننا واجهنا صعوبات فـي التوزيع هناك لأننا بدّلنا وكلاءنا الحصريين.
هل ترى أن سوق الساعات الفاخرة يتبدّل، وكيف تنظر إلى هذه التغييرات وماذا تقترح؟
نعم، وذلك منذ إدخال الساعات الذكية، وشخصياً لم أكن أحبّذ هذه الساعات، خاصة أنني أرى أنها مجرد رديف أو مكمل للهاتف الجوّال، ولكن بعد ذلك، وفـي السنة الماضية تحديداً إبتكرنا أولى ساعاتنا الذكية التي أسميناها Hublot Big Bang Referee، وذلك بطلب وتنسيق مع الفـيفا منظّمة كرة القدم العالمية- التي طلبت منا ساعات هوبلو ذكية للحكّام.
وبالفعل صمّمنا لها ساعة هوبلو تحتضن تقنية «غولد لاين تكنولوجي» التي تمكنهم فوراً من معرفة إذا كان الفريق قد سجل هدفاً أم لا، دون ضرورة العودة الى مشاهدة اللقطات المسجلة على التلفاز.
ورغم أنها ساعة ذكية، إلاّ أن مميّزاتها تشبه الساعة أكثر من الهاتف الجوّال.
وقد قرّرنا تسويق هذه الساعة بمناسبة كأس العالم لكرة القدم سنة 8102 وطرحنا كمية محدودة منها هي 8102 ساعة.
وهذه الساعة غيّرت رأيي بالنسبة إلى الساعات الذكية وبت أرى أن هذه الساعات تغيّر عالم الساعات التقليدية.
كذلك بات عالم صناعة الساعات الفاخرة يشهد فـي الفترة الأخيرة إستخدام الكثير من المواد المنوّعة وهذا تغيير كبير، إذ كانت تقتصر صناعة الساعات الفاخرة على معادن ومواد محدودة.
هل تعتقد أن مقاربة الرجال والنساء لعالم الساعات تتغيّر؟
سوق الساعات بمجمله يهم الرجال أكثر، ونفتخز أن هوبلو لديها قاعدة زبائن نسائية أكبر من تلك الموجودة لدى الآخرين وخصوصاً فـي الشرق الأوسط، فإن المنتجات الفاخرة لهوبلو لديها قاعدة نسائية أكبر. وهناك أيضاً منتجات رجّالية تشتريها النساء.
كيف تعرّفت على هوبلو؟
لقد درست علم الساعات وليس التجارة، وأنا صانع ساعات فـي الأساس وهذه كانت فـي حينه، مهنة جديدة درستها بالتوازي مع المواد الأخرى.
وكانت معظم شركات الساعات تبحث عن هذا الاختصاص. لقد إتصل بي كثيرون ولكنني انتقيت هوبلو لأنني أحب هذه الماركة كثيراً. ومنذ إطلاق ساعة «بيغ بانغ» منحتني الشركة فرصة أن أصبح مديراً، وهذا شيء لافت وتطوّر كبيرة من قبل مؤسسة عائلية محافظة فـي سياستها الإدارية.
سنة ٨٠٠٢ جهّزت مختبراً للساعات وتوجّهت أكثر وأكثر الى الشق التجاري، وهذا ما فعلته سنة 5102.
وقد كافأني السيد غوادالوبي مدير عام هوبلو ومنحني مسؤولية أسواق جديدة مثل الكاريبي وأميركا اللاتينية بداية 9102.
من هو سفـير«هوبلو» المفضّل لديك؟
«كوبي براينت»، ولكنه لم يعد سفـيرنا فـي الوقت الحاضر، فأنا احب كرة السلة كما أنني من مشجّعيه، وبالتالي كان من الممتع تطوير إصدارات حصرية معه.
فـي الوقت الحاضر نعمل أيضاً مع أشخاص مذهلين مثل «بيليه» لاعب كرة القدم الشهير وقد نظّمنا معه نشاطًا تسويقياً فـي دبي عام 8102. إنه شخص مذهل يشاطرك شغفه بإبتسامة بسيطة.
ما هي استراتيجيتكم لإستهداف الأجيال القديمة والجديدة على حدّ سواء؟
حالياً نحن ننتج 4 موديلات متعدّدة وهي:
كلاسيك فـيوجين، بيغ بانغ، سبيريت اوف بينغ بانغ وMP، أي الساعات اليدوية الصنع. وبفضل هذا التنوّع يمكننا الوصول الى فئات عمرية مختلفة ومتعدّدة. فالشباب يحبون ساعات البيغ بانغ بينما تستهوي ساعات سبيريت اوف بينغ بانغ محبي جمع ساعات هوبلو، وبفضل هذا الخط من الساعات إستطعنا إستقطاب زبائن جدد لم نكن لنحصل عليهم سابقاً.
أما الفئات العمرية الأكبر سنّاً فهي تفضّل الساعات القديمة بينما يفضّل الشباب الساعات الضخمة والرياضية.
ماهي أبرز المهارات التي تحتاجها فـي عملك؟
الهام هو تطوير العلاقة مع شركائنا فـي العالم، فبدونهم لما كنا وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم. لدينا الآن 001 متجر فـي العالم.
كذلك من الضروري فهم رغبات المستهلك وتوجيه الإبتكارات الى حيث يريد ويحب.
إضافة الى ذلك من الهام معرفة كيفـية إنشاء الشركات وتطويرها خاصة مع النوادي مثل نوادي كرة القدم وسيارات فـيراري والتعاون معها لإبتكار منتجات محدودة الإصدار مرتبطة بسفـير.
فهذا النوع من الشراكات يحث الناس على التعلّق أكثر فأكثر بعلامة هوبلو.
