أصالة نصري مسيرة طرب مستمرة بزخم بلهجات المشرق العربي ومغربه
طرب أصيل وصوت مميز عبّر عن مشاعرنا واحتفل بأرقى أحاسيس الحب والعشق كما أضفى الرومانسية على جروحنا وخيباتنا، فمنذ بداية التسعينيات سطع نجم أصالة نصري، المطربة السورية التي أتقنت الغناء بجميع اللهجات العربية فعبّرت بإتقان عما يجول في خواطرنا حتى باتت أغانيها بمثابة ألبومات تعيدنا في الذاكرة الى أبرز محطات حياتنا.
على الرغم من كونها على مشارف الخمسين من العمر إلاّ أن أصالة لا زالت تضج بالحيوية والحياة والإنتاجية.
عام مفعم بالنشاط
بعد مرور ما يقرب العام على أحدث ألبوماتها «في قربك»، دخلت الفنانة أصالة سباق الموسم الغنائي لصيف 2020 بألبومها الجديد «لا تستسلم»، الذي يضم 20 أغنية، وبذلك يكون هو أول ألبوم غنائي لها بهذا الكم من الأغنيات.
يذكر ان أصالة قد أطلقت في العام الحالي 2020، ثلاث أغان حقّقت نجاحاً جماهيرياً كبيراً، أولهما باللهجة الخليجية بعنوان «جيتني مكسور»، التي طرحتها في شهر يوينو الماضي، عبر «يوتيوب»، وسجّلت أكثر من 14 مليون مشاهدة، الأغنية باللون الخليجي، وهي من كلمات الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة.
كما أطلقت كليب أغنية «الحب والسلام» الذي طرحته في شهر يوليو الماضي، عبر «يوتيوب»، وحقّق اكثر من مليوني مشاهدة. الأغنية من كلمات وألحان محمد رحيم، وتظهر في الفيديو كليب مجموعة من الشخصيات السياسية والتاريخية وزعماء عرب يمثّلون جنسيات العالم المختلفة. وأرفقت هذا العمل برسالة وجهتها الى جمهورها تقول فيها: «عمل بيشبه عنوانه… الحب جمعنا جميعاً لنقدم هدية لكل روح تعبت من الخوف… ولكل قلب مو عارف يرتاح… عمل غير عادي غنيته من جوا روحي وقلبي… إسمعوها بقلبكم متل ما غنيتها بقلبي».
وبالرغم من ذلك، تعرّض الكليب الى بعض الإنتقاد بسبب لقطات تجمع شخصيات سياسية تمثّل توجّهات متناقضة، من وجهة النظر السياسية للمنتقدين.
كذلك أطلقت مطلع عام ٠٢٠٢ أغنية «شامخ»، من خلال «كليب» لاقى الكثير من النجاح. إلا أنه قيل على سبيل الإنتقاد، بأنه منسوخ من فيديو بعنوان «دير سوسايتي» عام ٩١٠٢، للمغنية الأميركية ماديسون بير. والواقع أنه غير منسوخ، إنما مشابه بعض الشيء، ولا أذى أو ضير في ذلك، كما علّقت رداً على إستفسار.
تشدّ أزر نفسها بنفسها
بدأت أصالة العام 2020 بخبر محزن نشرته على صفحتها الخاصة بموقع إنستغرام، أعلنت فيه انفصالها عن زوجها، المخرج طارق العريان.
وذكرت أصالة في منشورها: «بمنتهى الأسف والحزن أعلن انفصالي نهائياً عن والد أبنائي (آدم وعلي)، وأتمنى على الجميع عدم الدخول في التفاصيل، حرصًا على مشاعري التي هلكت ومشاعر أولادي».
وأضافت أصالة: «كعادتي سأحرص على إتقان مسؤوليتي تجاه أبنائي، ولن يُثنيني همّ على إتمام عملي بالشكل المشرّف».
واختتمت الفنانة السورية منشورها قائلة: «سأبقى دائمًا أصالة المخلصة لعائلتها الكبيرة والصغيرة، ولعملي كل جهدي بأن يوازي طموحكم بي، هذا قدر من رب العالمين وأنا أؤمن بالله وبقضائه وقدره».
وبالفعل لم يخفّف هذا الأمر من حماسة هذه المطربة التي استطاعت اتمام الكثير حتى الآن. وقد كتبت في يوليو ٠٢٠٢ بطريقة أدبية وفلسفية عميقة، وصفها البعض بالغامضة، بأنها «بدأت تعيش رحلتها وحدها…، وأنها عازمة على المواجهة وشدّ «أزر نفسها بنفسها»…، مؤكدة أنها «تحيط عائلتها بالكثير من المحبة والأمان»…، وبأنها تتبع حدسها وتحرص على اختيار أصدقائها…
وقد فسّر البعض هذا الكلام الوجودي الطابع، بأنه يفيد في جوهره، عن أسلوبها الجديد لإدارة حياتها بعد مواجهتها لإنكسارات الحياة المتعاقبة، وبأنها ستّتكل بعد الآن على نفسها وعلى الله، وعلى عائلتها وأصدقائها الصدوقين، في وجه ما عانته من صعوبات، سعيًا للتأقلم مع مرحلة حياتها الجديدة بعد الطلاق، وبعد أن تخطّت الخمسين من العمر، من منطلق العزم والإستقلالية وحب الحياة…
أعمال واستجمام
بالرغم من قيود كورونا التي تسبّبت بإيقاف العمل والسفر كما تقول، وجدت أصالة الوقت لأخذ إجازة على البحر مع أولادها، مؤكّدة أنها لن تعتزل، وأنها تعمل على ألبوم خليجي جديد.
وبعد تمضية فترة من الوقت في الجونة على ساحل البحر الاحمر خلال شهر يونيو الماضي، لم تتردّد مطلع شهر يوليو إثر إعادة فتح مطار بيروت أمام حركة الملاحة الجوية، من المجيء الى لبنان مع أبنائها شام وعلي وآدم وشقيقها «أنس»، من أجل تمضية بعض الوقت، كما سبق أن وعدت بذلك مصمم الأزياء العالمي نيكولا جبران، ولإتمام بعض الأعمال والتحضير لألبومها المقبل.
وكانت قد أعلنت في ٦٢ يونيو ٠٢٠٢ على حسابها على التويتر، عن «أول تعاون بينها وبين الخيال الموسيقي المتدفق ياسر بو علي».
ولم تنته متعة الصيف مع أصالة التي عادت الى مصر لتكمل مرح الصيف مع الإعلامية بسمة وهبة هذه المرة في مدينة العلمين الجديدة حيث تعرضتا لحادث سقوط عن الجيت سكي. وقد طمأنت النجمة جمهورها، على صحتها، ونشرت عبر ستورى انستغرام الخاص بها، فيديو تتحدث فيه عن الواقعة حيث قالت، «انا كويسة والله، بس أنا كويسة لأني متعودة ع الوقعات.. باخد اوسكار وقعات.. انا بحب الجيت سكي وكمان العَجل.. وبحب لما ألعبهم.. ما أحبش ألعب زي الماما ولكن ألعب زي الأولاد الصغيرين».
مسيرتها الفنية
بفضل صوتها اللافت والجميل، كان يتمّ إختيارها وهي طفلة صغيرة، للمشاركة في الأناشيد والحفلات التي كانت تُقام في المدارس، وفي الأعياد والمناسبات الوطنية السورية. وقد تميّزت بشكل خاص، بحسن أدائها لمقدمة ونهاية مسلسل الصور المتحركة للأطفال «حكايات عالمية»، في قصص الشعوب. غنّت كذلك في التلفزيون السوري، وفي أغاني الإعلانات؛ وتدرّجت بشكل منتظم وسريع الى مراتب الشهرة.
أطلّت على العالم العربي للمرة الأولى عام ١٩٩١، من خلال أول أغنية لها بعنوان «أسمع صدى صوتك»، من شعر سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ما أكسبها شعبية واسعة، ولا سيما في دول الخليج العربي.
تشمل لائحة أعمالها الكثير من الألبومات أبرزها :
٣٩٩١: «لو تعرفوا»، الذي ضم عدة أغاني طربية شرقية منها، «سامحتك كتير» و«يا صابره انا»
٤٩٩١: «توأم الروح»؛ «أغلى البشر»؛ «إغضب»
٥٩٩١: «إعذرني»؛ «غيار قوي»
٦٩٩١: «إرجع لها»؛ «شط الحنان»
٧٩٩١: «المشتكي»؛ «رحل»
٨٩٩١: «قلبي بيرتاحلك»
٩٩٩١: «يا مجنون»
٠٠٠٢: «يمين الله»
١٠٠٢: «مشتاقة»
٢٠٠٢: «يا أخي إسأل»
٣٠٠٢: «قد الحروف»
٤٠٠٢: «أوقات»
٥٠٠٢: «عادي»
٦٠٠٢: «حياتي»
٧٠٠٢: «سواها قلبي»
٨٠٠٢: «حالي طيب» و«نص حالة»، الذي سجل أرقام إعجاب مرتفعة
٠١٠٢: «قانون كيفك»
١١٠٢: «ألف ليلة وليلة»، الى جانب أغان أخرى لأم كلثوم
٢١٠٢: «شخصية عنيدة»
٥١٠٢: «٠٦ دقيقة حياة»
٦١٠٢: «أعلق الدنيا»
٧١٠٢: «مهتمة بالتفاصيل»
٩١٠٢: «في قربك»
وألبوم جديد عام ٠٢٠٢ بعنوان «لا تستسلم»، للشاعر الأمير سعود بن محمد العبد الله، الذي شكرته بحرارة على رعايته، وهو ألبوم يتضمن ٢٠ أغنية.
كما غنّت أصالة شارات المقدمة والنهاية لعدة مسلسلات منها، «صلاح الدين الأيوبي» عام ١٠٠٢، و«قاسم أمين» عام ٢٠٠٢، و«التغريبة الفلسطينية» عام ٤٠٠٢، و«الحب» في مسلسل «لا تطفىء الشمس» عام ٧٠٠٢.
وعشرات الأغاني المنفردة…
«صولا» برنامج موسيقي مميّز
إضافة الى نجاحها في الغناء أطلّت أصالة على جمهورها من خلال إدارتها لبرنامج تلفزيوني حواري غنائي إعتباراً من عام ١١٠٢، بعنوان «صولا»، حيث كانت تستقبل في منزلها في القاهرة ضيوفاً من عالم الفن والموسيقى؛ وقد تمّ عرضه على عدة قنوات، ولا سيما خليجية.
حياة مليئة بالتحدّيات
على الصعيد الشخصي لم تكن حياة أصالة سهلة. فهي مطربة سورية مرموقة من مواليد حي «أبو رمانة» في دمشق، بتاريخ ٥١ مايو ٩٦٩١. واجهت في الماضي، بعض المصاعب على الصعيد الصحي والعائلي، ومنها وفاة والدها المفجع، ووفاة شقيقها «أيهم”، وتعرّض إبنها خالد لمشاكل مع القضاء إثر حادث سير قاتل تسبّب به، وطلاقها لمرتين…
والدها الملحن والمغني السوري مصطفى نصري ووالدتها الملحنة «عزيزة الحلبي»، عاشت في كنف عائلة من خمسة أولاد هم إضافة اليها، «أنس» الذي أسمى إبنته «أصالة”، و«أيهم»، الذي توفاه الله عام ٤١٠٢ خلال وجوده في مصر، و«أماني» و«ريم».
تأثرت كثيراً بوفاة والدها في نوفمبر ٤٨٩١ إثر حادث سير مؤسف، فإنكفأت عن أنشطة عديدة لفترة من الزمن، خاصة وأنه كان في أساس تدريبها وإعدادها، وأحاطها دوماً بكامل الحب، ورحل عن الحياة بصورة صادمة في الثالثة والأربعين من العمر.
زواجها الأول عام ١٩٩١ كان من أيمن الذهبي، مدير شركة للإنتاج والتوزيع، ورزقت منه بولدين، هما «شام» و«خالد».
البنت الكبرى «شام»، من مواليد عام ٢٩٩١، تزوجت في العشرين من عمرها من رجل أعمال مصري، وإنفصلت عنه عام ٨١٠٢، ثم عادت وعقدت أخيراً خطوبتها على الطبيب المصري معتز نصير.
أما نجلها «خالد» أو «لودي» كما تسميه، فهو من مواليد عام ٨٩٩١، وإتخذ لنفسه إسم «خالد العريان» كإسم فني، ما أثار بعض الجدل لأن الشهرة هي نفسها شهرة الزوج الثاني لوالدته، وقد ظهر مؤخراً في فيديو لافت الى جانبها على شاطىء البحر خلال إجازة، علماً بأن «أصالة» تقول عنه أنه «توأمها وشبهها بكل ما يحمل من صفات، وقطعة كبيرة من روحها».
في العام ٢٠٠٥، بعد أربع عشرة سنة من الحياة المشتركة انفصلت أصالة عن أيمن الذهبي وعادت وتزوجت في ٢٦ مارس ٢٠٠٦، من المنتج والمخرج الفلسطيني- الأميركي طارق العريان.
تعرّضت للإجهاض وفقدت جنينها مطلع عام ٢٠٠٧، الذي كان من المفترض أن يطلق عليه إسم طارق، على إسم والده، لو كتبت له الحياة. ثم عادت ورزقت عام ٢٠١١ بولدين توأم هما آدم وعلي، بدعم طبي.
إلا أنها إنفصلت كذلك عن زوجها الثاني في يناير ٠٢٠٢، بعد ٤١ سنة من الزواج، وكتبت على حسابها على الإنستغرام في السادس من مارس، بأنها تنفصل نهائياً عن والد أبنائها «بمنتهى الأسف والحزن». تجدر الإشارة الى أنها كانت تقول عن طارق بأنه حنون، وكريم، ويخاف عليها بالشأن الصحي، وذكي وواثق من نفسه وحلو المعشر وأنه حبها الاول والأخير؛ إلا أن الغيرة والحدّة المفرطة في النقاش وردود الفعل، التي لم تتعلّم كيف تسيطر عليها، كانت تتسبّب بتوتير العلاقة بينهما بإستمرار.
الجوائز والتكريم
حصلت على جوائز وشهادات تقدير كثيرة على فنها وأدائها ومنها:
جائزة أفضل فنانة في دبي عام ٤٩٩١؛ وجائزة أوسكار الشرق الأوسط «الفارس الذهبي» في مصر عام ٥٩٩١؛ وجائزة الغناء العربي الأول لأفضل أغنية باللغة العربية الفصحى في أبو ظبي عام ٦٩٩١.
بالإضافة الى جنسيتها السورية بالولادة، كرّمتها دولة البحرين بمنحها الجنسية البحرينية عام ٥٠٠٢، بعد ايام من مشاركتها في في فعاليات أوبريت «المحبة والولاء» الذي أقيم في المنامة إحتفالاً بالعيد الوطني البحريني وعيد جلوس ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة .كما منحت الجنسية الفلسطينية عام ٣١٠٢.
أطلق عليها لقب «تاج الأغنية الخليجية» إعتباراً من العام ٨٠٠٢.
كما فازت بجائزة «موريكس دور» كأفضل مطربة عربية لمرات متتالية إعتبارًا من ٦٠٠٢.
واختيرت لتغنّي في اليوم الدولي للسلام كسفيرة لـ«صنع السلام من خلال الموسيقى».
واختيرت عام ٩١٠٢ لأداء الأغنية الرسمية لألعاب الصيف الأولمبية العالمية الخاصة التي نظّمت في أبو ظبي بالتعاون مع المغني الاميركي «رايان تيدير» و «أفريل لافيني”’ ولويس فونزي وحسين علي الجسمي وتامر حسني.
هواياتها
من هواياتها السفر وممارسة الرياضة بإنتظام، ولا سيما في النادي قبل القيود التي فرضتها جائحة كورونا.
تهوى تحضير الأطباق الخاصة، وترتيب المنزل بإستمرار، والقيام بأعمال ديكور…يحلو لها كذلك مشاهدة الأفلام السينمائية، والإستماع الى مختلف أنواع الموسيقى، ولا سيما أغاني عبد الحليم حافظ.
وتركز معظم إهتمامها على عائلتها وعلاقتها مع مجموعة مختارة من الأصدقاء، والتحضير لأعمالها الفنية المستقبلية، إذ ان همها الدائم هو الإنتاج والتجديد.