الفنانة العراقية دالي أغانٍ حديثة تذكّر بجمال التراث العراقي
صوت لافت، شخصية قوية، ثقافة واسعة، وجمال مميّز، إنها «دالي» الفنانة العراقية التي إنطلقت من بلاد الرافدين، ثم تنقّلت فـي عدد من العواصم العربية والعالمية، حيث أدّت العديد من الأدوار الغنائية والتمثيلية.
لُقبت من قبل البعض بـ«النجمة الدلوعة»، و«ساندريللا الشاشة العراقية»، و«باربي المسرح العراقي»، علماً بأنها أشارت فـي إحدى المناسبات، الى أنها «ليست دمية جميلة خرساء. . . » يضاف بأن نعومتها لا تلغي كونها تتمتّع بشخصية قوية وبالكثير من العزم والطموح.
دالي صالح المعروفة بـ «دالي»، مطربة عراقية من مواليد البصرة فـي ٢ مايو ١٩٨١. تتّسم بنضارة بشرتها وعيونها الجذابة وعفويتها البريئة وثقافتها، وغالباً ما يحلو لها التنويع فـي طلّتها وإطلالاتها فـي الشكل والأداء.
موهبة وطموح
نشأت فـي بيئة منزلية ومدرسية موسيقية، حيث كانت تشارك فـي التراتيل الدينية وفـي بعض الأنشطة الغنائية الأخرى. إلاّ أنها بدأت بالعمل فعليًا كمغنية، بعد أن قابلت مالك شركة «صوت عمان»، الذي أُعجب بصوتها وبحسن أدائها لأغنيات كاظم الساهر ونوال الكويتية، فعرض عليها الانتقال الى ميادين العمل المهني. أقنعتها والدتها بذلك، فقامت بتسجيل أغنية «دلع» المنفردة، ثم ألبوم «مشتاقة أضمك»، الذي لاقى الكثير من النجاح.
هكذا، وإضافة إلى كون «إسمها حلو وشكلها حلو» كما تقول، وكما هو الواقع، فقد أضافت إليهما مسيرة فنية ناجحة، بفعل الموهبة والطموح.
يتنوّع أسلوبها الغنائي، بين الطرب العربي التراثي والوطني، وأغاني الـبوب. شاركت بدايةً فـي أعمال فرقة موسيقية شعبية عراقية، فـي «مهرجانات بابل» الاحتفالية.
ثم إنتقلت أواخر عام ٥١٠٢، للإقامة مجددًا فـي الأردن. وقد عرّف عنها منظم حفلتها فـي أحد فنادق العاصمة الاردنية بمناسبة أعياد نهاية العام، بأنها «مطربة عراقية ذات صوت فني نادر ومرموق ودافىء، وسيعجب بها الجمهور الأردني».
تلا ذلك، جولات غنائية قامت بها إعتبارًا من إبريل ٦١٠٢ فـي بعض الدول العربية، ولاسيما فـي قطر والإمارات العربية المتحدة والسعودية ولبنان حيث صوّرت بعض الكليبات، أو قدّمت حفلات غنائية، بما فـي ذلك للجاليات العراقية. كما أحيت حفلات فـي الولايات المتحدة الأميركية، ولا سيما فـي ديترويت عام ٨١٠٢، وغيرها من المناسبات.
وقد باتت من المطربات المعروفات والمحبوبات، ليس فقط فـي العراق والأردن، بل فـي الدول العربية وفـي بلاد الاغتراب.
تمّ طرح ألبومها الأول «محطات الشقى» عام ١٠٠٢، ولم تكن قد بلغت العشرين من عمرها بعد؛ ومن ثم ألبوم ثان بعنوان «مشتاق أضمك» ٣٠٠٢ فـي الأردن.
وصدر لها مجموعة من الأغنيات منها: «رجال ولد رجال» و«أشجابني» فـي يوليو ٢٠١٩ على اليوتيوب.
وأعادت على حسابها أغاني قديمة جميلة، منها: «إنت وربك»، «مشتاقة أروح البصرة»، «ماكو شي»، «إنت ما تعنيلي شي يا إبن الحلال». . . .
أما فـي عام ٢٠٢٠، فقد أصدرت فـي مارس أي مع بداية جائحة كورونا، فـيديو كليب بعنوان «البريئة الدافئة»، وهي أغنية حب رومانسية جميلة، من كلمات «علي الفريداوي»، إعتبرت بأنها تكملة لأغنية «ماكو شي». وكليب «عمر أبو أحمد فـي أغسطس» و«دويو غنائي» مع الفنان العراقي «أيهم إبرهيم» بعنوان «عندي شك» فـي أكتوبر و«مو سوه» من كلمات عادل السعيدي مطلع نوفمبر ٢٠٢٠.
أبرز أغنياتها
«سلام الله»؛ و«إحساسي صوبك» عام ٤٠٠٢؛ و«عوفني» عام ٦٠٠٢؛ و«لا وعيونك» التي نالت نجاحاً واسعاً. وكذلك، «يخاصمني»، و«ويش أقول» عام ٧٠٠٢؛ و«بعدك زغير كتكوت» عام ٩٠٠٢؛ و«أنت وربك»، و«صباح الخير بالليل» عام ١١٠٢؛ و«جكليت» الذي هو عمل خفـيف للأطفال عام ٣١٠٢ ؛ و«إرجعلهم»، و«بوياي»، و«شسويلة متت» عام ٥١٠٢، و«شو هالبلوة يا ربي»؛ و«إنت ناسي» باللهجة المصرية عام ٥١٠٢.
من أغانيها الرائجة كذلك: فـيديو كليب بعنوان «حبيبها يحبني»، لاقى الكثير من النجاح، بنسب مشاهدة فاقت المليون خلال أسبوع واحد، وقد صوّر فـي بيروت عام ٦١٠٢، وشارك فـيه عارض الأزياء اللبناني أسامة حمودي.
وتميّزت من جديد بكليب «عزيز الروح»، الذي صوّر فـي يوليو ٧١٠٢، من كلمات «رامي العبودي»، وحصل كذلك على نسب مشاهدات مرتفعة جداً على الـ«يوتيوب».
وفـي عام ٨١٠٢ صدرت لها أغنيات عديدة منها: «كنت متل العيد عندي»؛ و«ماكو شي»؛ و«ويش أقول» باللهجة الخليجية. . .
العراق فـي أغنياتها
حبها لبلدها العراق، دفعها إلى تقديم الأغاني الوطنية الحماسية الناجحة. وحرصت دومًا على تقديم تهانيها الحارة للعراقيين من الديانتين الاسلامية والمسيحية على السواء، بمناسبة كل عيد دون إستثناء، مع العلم بأنها مسيحية أشورية.
من أبرز الأغاني الوطنية التي أنشدتها:
- «عراقية وشموخج متل الجبال، يا صبرج فاض يمة وغطى دجلة».
-«ما راح إسكت عل باطل آخذ حقي من عيونك»، على قناتها الرسمية على اليوتيوب فاق عدد مشاهداتها المليون بظرف أسبوع واحد.
وشاركت غنائياً فـي حملة هاشتاغ «بيت واحد شعب واحد»، عايشين إحنا سوية نصيح كلنا بصوت واحد، «إحنا ضد الطائفـية” عام ٨١٠٢، أكدت فـيها على أولوية المواطنة العراقية، بقطع النظر عن الطائفـية.
ومن أغانيها الناجحة جدًا «رجال ولد رجال» مطلع عام ٩١٠٢، من كلمات قصي عيسى، قدّمتها كإهداء لفريق المنتخب الوطني العراقي لكرة القدم «أسود الرافدين»، إبتهاجاً ببعض إنتصاراته فـي «مونديال كأس آسيا ٩١٠٢»، وتحفـيزًا له للفوز الكامل، وإن كان قد خرج من التصفـيات النهائية. وقد لاقت الأغنية الكثير من النجاح.
من الغناء الى الفوازير والتمثيل
وافقت عام ٩٠٠٢ على عرض المشاركة فـي تقديم «فوازير رمضانية» على فضائية «الشرقية»، بعنوان فوازير «زنود الست». قامت فـي هذا السياق بتقليد العديد من الشخصيات النسائية والرجالية على السواء، من العراق أو من مختلف أرجاء الوطن العربي. حتى أنها ارتضت وضع الشارب واللحية المستعارتين، والإستغناء عن الماكياج، من أجل تجسيد بعض الشخصيات بصورة أقرب الى الواقع. وهو ما تسبّب لها ببعض الانتقاد، من قبل الذين كانوا يفضّلون لها أن تبقى حصراً فـي مجال الطرب، ولا سيما التراثي القديم الذي بدأت مسيرتها به؛ وإن كانت قد لاقت فـي الواقع الكثير من الأعجاب على هذا الأداء الجديد والمتنوّع، الذي أضاء على مواهبها وقدراتها.
كما شاركت فـي التمثيل فـي برنامج «كناري» عام ٠١٠٢، وفـي مسلسل كوميدي بعنوان «سامبا» الى جانب الفنان العراقي «أياد راضي» عام ١١٠٢، وفـي برنامج «صوغة» على قناة دجلة الفضائية عام ٥١٠٢.
وقامت فـي الولايات المتحدة بدور البطولة فـي مسرحية غنائية كوميدية بعنوان «كازينو»، إعتباراً من منتصف ديسمبر ٨١٠٢، وتحديداً فـي ولاية «ديترويت»، من إنتاج وائل دخو، وإخراج فضلي نصيف.
حياتها العائلية
نشأت فـي عائلة محبة، منضوية فـي عالم الموسيقى والطرب، أكان لجهة والدها أو والدتها، وانتقلت معهما الى الأردن لفترة من الزمن، حيث انفتحت أمامها آفاق العمل فـي مجال الفن على الصعيد المهني.
غالباً ما تظهر مع والدتها فـي صور مشتركة على حسابها الرسمي على وسائل التواصل الاجتماعي وهي التي شجعتها منذ البداية على المضي قدماً فـي مسيرتها الفنية.
هذا وقد أرفقت دالي بإحدى هذه الصور، عبارة تظهر مدى تعلّقها بوالدتها، منقولة عن أغنية عراقية جميلة تقول : «أمي جنة. . . أمي شمعة. . . أمي نبضي وكل حياتي وأروحلك يا يمة فدوة. . . إنت يا دار الأمان إنت حبي وكل حياتي وإنت يا أحلى ملاك». . . كما كتبت فـي مناسبة أخرى: «اللحظات الأسعد فـي حياتي، هي تلك القليلة التي أقضيها فـي المنزل فـي أحضان عائلتي، فالعائلة أحد روائع الطبيعة. عندما تنظر الى حياتك، فأن أعظم حب هو حب العائلة». . . وأرفقت هذه التدوينة بصور جميلة جداً لها مع والدتها وشقيقها، التي تحرص دوماً على إظهار مدى حبها لهما.
على الصعيد العاطفـي نشرت على صفحتها على وسائل التواصل الاجتماعي بتاريخ ٥٢ سبتمبر ٧١٠٢، صورة محبس؛ فتتالت التعليقات لتهنئتها، على ما فهم بأنه إرتباط بعقد زواج.
وفـي ٧١ ديسمبر ٧١٠٢، نشرت صورة مع عبارة «إتز إي غيرل» بالانكليزية، تفـيد بأنها حامل، وتنتظر مولودة جديدة.
وكتبت فـي الأول من يناير ٨١٠٢: «أمنيتي فـي العام الجديد، أن تقرّ عيني برؤية جنيني سليماً معافى».
هذا وقد رفضت فـي مناسبات عدّة، تدخل الغير فـي حياتها الخاصة، وذلك فـي ضوء بعض ما ينشر أحياناً من تعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي بهذا الشأن. لا بل أنها أشارت الى أنها قد تتقدّم بدعوى قضائية، ضد من يسيء اليها على موقعها الالكتروني؛ وإن كانت قد صرّحت مراراً، أنها لا تتأثر بالإساءات التي توجه إليها من قبل بعض المغرضين، وهي إساءات ترتد بالنتيجة على أصحابها؛ مع العلم بأنها تتلقى فـي المقابل سيلاً غالباً من تعليقات المحبة والأعجاب.
وفـي الحادي عشر من مايو ٨١٠٢، رزقت بطفلة أسمتها «جيسيكا»، نشرت حينها ثم تباعاً، مجموعة صور على الإنسغرام، وأهدتها فـي مايو ٩١٠٢، أغنية جميلة بعنوان «جيسيكا يا ماماتي»، بمناسبة عيد ميلادها الأول.
وكتبت على حسابها بمناسبة عيد ميلادها الثاني : «كل عام و«جيسي» بمليون خير. . . وكل عام و«جيسي» حلوة البنات. . . وكل عام و«جيسي» حلوة الأطفال». . . ونظّمت لها بهذه المناسبة حفل عيد ميلاد باهر.
ومن الجدير ذكره أن دالي قد أعلنت أخيراً عن انفصالها عن زوجها قائلةً: «الفراق أمر مؤسف بحد ذاته، إلاّ أنني تأقلمت مع هذا الوضع الجديد».
فنانة شغوفة وجريئة
تعتبر نفسها جريئة فـي عملها ورأيها، لكن ضمن حدود معينة لا يجب تخطّيها. ومن أقوالها أن الله منحها الشجاعة للإقبال على تغيير الأشياء وهي تقوم بتغييرها، ومنحها الهدوء كي تتقبّل ما تعجز عن تغييره، والحكمة للتمييز بين الأمور.
تهوى دالي السباحة وممارسة الرياضة فـي النادي وفـي الهواء الطلق، ومتابعة مباريات كرة القدم، وتحب قيادة السيارات ولا سيما الـ«بنتلي»، ومداعبة الحيوانات الأليفة، وهي حريصة على أناقتها، وتهتم بأقتناء العطور، وإن كانت ترتاح للألبسة الـ«كاجوال» البسيطة. كما أنها تفضّل الأكل النباتي والمعجنات فـي معظم الأحيان، وتحب تمضية الوقت فـي المطبخ لتحضير الوجبات، إضافة للوقت اللازم للأهتمام بطفلتها، التي قاربت الثالثة من العمر.
وفـي مجال الطرب، فهي تحب كاظم الساهر ونجاة الصغيرة وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ، مع الإشارة الى أنها تحبّ كذلك كتابة الشعر.
دالي وكورونا
علّقت على ظهور «فـيروس كورونا» وشيوع الجائحة بالقول: «سقط جبروت الإنسان بجرثومة. . . كفانا كبرياء وغطرسة، وظلم، وحقد، وعدم محبة، وأنانية، وتسلّط، وكذب، وغرور، وجحود. . . فلنعد حساباتنا. . . ويا رب إحفظنا».
كذلك شجعت الناس بطرق مختلفة للبقاء فـي منازلهم، فـي فترات الحجر، تسهيلاً للتعافـي وتلافـي إندلاع العدوى، وكذلك الإكثار من الصلاة والدعاء.
إعتبرت أن هذه الغيمة السوداء هي من غضب الخالق على البشرية، التي ما عادت تعرف الله. وعلّقت: «أعرف نفسيتكم تعبانة. ما إلنا إلا أن نتوجه بالدعاء والقول الله كريم».
ووجهت الى متابعيها بواسطة فـيديو على حسابها على الإنستغرام من الولايات المتحدة، أصدق تمنياتها لهم بالعام الجديد، وقد بدت فـيه وهي تضم إبنتها «جسيكا» على صدرها، وقالت: «تمنياتي لكم بسنة ١٢٠٢ سعيدة، على أن تكون إنشالله سنة خير وسعادة وحب وفرح، سنة مختلفة بكل شيء، سنة هدوء وسلام وأمان وننتهي من هذه الكوارث».