أول عمل له يفوز بجائزة الجونة للأفلام القصيرة
أحمد عبد السلام
بصمة خاصة فـي عالم الإخراج
This slideshow requires JavaScript.
مخرج جديد يقتحم الساحة السينمائية فـي مصر وبقوة، إنه أحمد عبد السلام الذي نجح فـي أول فـيلم يخرجه، ليس بالمشاركة فـي أحد أبرز مهرجانات السينما المصرية فحسب، وإنما بفرض نفسه كرابح فـي مسابقة الأفلام القصيرة فـي مهرجان الجونة حيث تأثر الحضور بقصة الفـيلم وأعجبوا بأسلوبه الذي لا يشبه غيره.
للتعرّف أكثر على هذا المخرج الواعد كانت لنا معه هذه المقابلة التي تعرّفنا أكثر من خلالها على أسلوبه فـي العمل والتفكير ومشاريعه المستقبلية.
فزت بجائزة الجونة للأفلام القصيرة عن فـيلمك «القاهرة- برلين»، علماً أن هذا الفـيلم هو أول أعمالك كمخرج سينمائي؟ حدّثنا عن هذا الإنجاز وهل كنت تتوقّعه؟
أعتبر أن مشاركة أول فـيلم لي كمخرج فـي مسابقة مهرجان الجونة، هو شرف عظيم لي. فـي الحقيقة لم أكن أتوقّع فوزي لأن المنافسة كانت قوية وكانت تضمّ الكثير من الأفلام العربية القوية.
لماذا قرّرت أن يكون فـيلمك الأول قصيراً، علماً أنك عملت كمساعد مخرج ثان فـي أفلام طويلة مثل «اشتباك» و«طلق صناعي»؟
فكرة أن أكون مخرج، تختلف تماماً عن فكرة أن أكون مساعد مخرج. ودخلت فـي إخراج الأفلام القصيرة لأضع نفسي على الخريطة، فأنا لا أملك التمويل اللازم ولا الاسم الذي يثق به المنتجون والممثلون. لذا الأسهل الدخول من خلال فـيلم قصير لأنه كفـيل بتبيان إن كان المخرج يملك موهبة سرد القصص أم لا. علماً أن إخراج الأفلام القصيرة أصعب بكثير من إخراج الأفلام الطويلة، إذ عليك أن تروي القصة بـ 15 دقيقة فقط، ولكنه أسهل من ناحية التنفـيذ خاصة إذا كان عمل أول، لذلك قرّرت الانطلاق فـي هذا المجال.
هل سنرى فـيلم «القاهرة -برلين» فـي مهرجانات أخرى؟
لم تنته جولة فـيلم «القاهرة -برلين» على المهرجانات، ولكن حتى الآن لا توجد أية مشاركات مؤكّدة، ولكن هذا الأمر يتولى مسؤوليته المنتج والموزع.
هل نتوقع منك أفلاماً سينمائية طويلة فـي المدى المنظور؟
أجل، أعمل حالياً على فـيلم طويل، ولكنه لازال فـي مراحل التطوير الأولى، لذا فهو يتطلّب بعض الوقت، كما أنني أعمل على إخراج مسلسل، لا أعرف أي منهما سينتقل الى مرحلة الإنتاج أولاً، ولكنني أعمل على الموضوع.
حدّثنا أكثر عن فكرة هذا الفـيلم، ولماذا القاهرة –برلين وليس القاهرة –لندن، خاصة وأنك تعيش فـي المملكة المتحدة وبالتالي لديك إلمام بمواقعها وثقافتها؟
فكرة الفـيلم جاءت من فكرة عدم انتمائنا فقط إلى مصر أو القاهرة، وبحثنا الدائم عن الاستقرار، فغالبية أصدقائي يفكرون دائماً بالسفر. ولكن عندما قرّرت صديقتي المفضلة السفر تأثرت جداً وقرّرت أن أخبر قصص هؤلاء الناس الذين يبحثون عن الانتماء. اختيار برلين جاء لأن غالبية أصدقائي سافروا أو يفكرون بالسفر الى دول مثل برلين وباريس، ولكن قلائل من الذين أعرفهم فـي مصر يفكرون بالانتقال الى لندن للعيش فـيها. كما أن اختيار برلين، هو اختيار درامي إذ إن الشخصية الرئيسية فـي الفـيلم لديها شعور بالاغتراب ولكن فـي الوقت ذاته حبّ برلين يخفّف من حدّة الغربة.
لقد كان لافتاً اختيار الممثلين، حدثنا أكثر عن عملية الاختيار وعن التفاعل بين طاقم العمل؟ وهل صحيح أن الممثل ابراهيم النجاري ساهم فـي تطوّر فكرة الفـيلم؟
لقد كانت عملية اختيار الممثلين عملية طويلة، فأنا قابلت الكثير من الأشخاص بحثاً عن الممثل الملائم لشخصيتي يوسف ونور، لقد كنت أبحث عن أشخاص مثلي يفهمون فكرة عدم الانتماء والبحث الدائم عن الاستقرار ويكونون على دراية بهذا الموضوع. لم أكن أبحث فقط عن ممثل جيد، وإنما عن ممثل يفهم هذه المعضلة، ما يعطيه مصداقية أكبر. وقد قابلت مريم الفرداني وهي ممثلة عظيمة ووجدتها متفهّمة جداً لصراع الانتماء الذي أريد التحدّث عنه فهي تونسية عاشت فـي إيطاليا فترة وفـي مصر فترة، لذا فلديها هذا الشعور بالبحث عن الانتماء، فأضافت الكثير على شخصية نور (بطلة الفـيلم) وعلى الحوار. ويمكنني القول إنني من أول لقاء معها قرّرت أنها هي المناسبة للدور.
أما بالنسبة إلى إبراهيم النجاري، فهو صديق قديم، عملنا سوياً سابقاً وهو ليس ممثل فقط وإنما مدير تصوير ولديه مشاريع إخراجية لازال يعمل على تطويرها. وعندما قرأ النص تحمّس جداً وأضاف إليه الكثير. وبما أننا أصدقاء وبما أن الفـيلم يتناول الكثير من الجوانب الشخصية الخاصة بي والتي يعرفها ابراهيم بتفاصيلها، فقد استطاع أن يؤدّيها بصدق ودقّة.
مرّت حوالي الست سنوات منذ تخرّجك حتى اليوم راكمت خلالها خبرات من خلال العمل على أفلام دعائية ووثائقية فضلاً عن العمل كمساعد مخرج. أخبرنا أكثر عن إهمية هذه الخبرات، كيف استثمرتها فـي فـيلمك وما هي الصعوبات التي واجهتك؟
إنّ العمل فـي بيئات عمل مختلفة ومع مخرجين مختلفـين وضمن صيغ إخراجية مختلفة، يجعلك قادراً على تحديد أسلوبك الخاص. وأنا سعيد لأنني عملت مع الكثير من المخرجين الذين أحبهم وأحترمهم على المستوى العملي والشخصي مثل محمد دياب وكريم الشناوي وتعلمت منهم الكثير على الصعيد التقني والإداري وهم الذين شجعوني على إيجاد أسلوبي الخاص. وأعتقد أن هذا واضح فـي الفـيلم فهو بالتأكيد لا يشبه أي من أعمال محمد دياب أو حتى كريم الشناوي إنه فـيلم يعبّر عن أسلوبي وأنا فخور به.
ماذا تقول للشباب الذين يطمحون للعمل فـي مجال السينما والإخراج فـي العالم العربي؟
أفضل نصيحة هي أن يبدأوا بالعمل على إخراج أفلام خاصة بهم، فمهما عملوا كمساعدين مخرجين، فإن الأمر لا يشبه كونهم هم المخرجون الفعليون الذين عليهم إتخاذ القرارات. لذا أنصحهم بخوض غمار الإخراج حتى لو بميزانية منخفضة وأن يتسلوا مع أصدقائهم بصنع الأفلام ورواية القصص ليتعلموا من تجاربهم وأخطائهم. ليس بالضروري أن يكون الفـيلم الأول ناجحاً، ولكنه تجربة تعلّمهم، فهم يتعلّمون من أخطائهم ويعملون على تصحيحها فـي التجارب اللاحقة.