فابريزيو بوناماسا المدير الإبداعي لساعات بولغاري «مستمرون فـي تطوير رموزنا الأيقونية ولا نحتاج إلى إدخال جماليات جديدة»
يأتي فابريزيو بوناماسا المدير الإبداعي لساعات بولغاري من عالم الساعات ليرسم خط تطوّر هذه العلامة العريقة فـي المستقبل. وها هو ينهل من أيقونات الدار ويطوّرها بطرق تقنية وعصرية دون أن يبتعد عن روحها الأصلية. وللوقوف أكثر على الفلسفة التي تعتمدها دار بولغاري اليوم والقصص التي تقف وراء إبتكاراتها المميّزة، كان لنا لقاء مع بوناماسا الذي شاركنا رؤيته وفلسفته فـي إبتكار ساعات الدار.
هل أنت سعيد من الأصداء التي حقّقتها إطلاقاتك الجديدة؟
نعم أنا سعيد للغاية. فكل عام يكون أفضل من الذي سبقه بالنسبة لبولغاري. وهذه السنة نطلق مجموعتين من الساعات النسائية والرجالية.
كيف تصف دورك كمصمّم إبداعي للساعات؟ وكيف تتفاعل مع بقية المصمّمين لمنتجات بولغاري؟
وكيف يتم العمل عادةً لدى بولغاري؟
لدينا مجموعات منوّعة من الأعمال، والدار بدورها تحتضن إرثًا وأرشيفًا مدهشين. أما دوري فـيقضي بالتفكير والعمل من أجل تطوير العلامة من خلال رموز أيقونية تجدها لدى بولغاري. طبعًا تشكّل هذه العلامة مصدرًا كبيرًا للوحي، إنها روما بحدّ ذاتها. نسافر كثيرًا ولكننا لا نعرف متى تأتي الفكرة ويحضر الإلهام. أحيانًا نعمل مع غيرنا من مدراء إبداع وأحيانًا نطور أعمالنا بأنفسنا. وذلك وفقًا للظروف.
هذه من إحدى ميّزات علامة بولغاري وأقواها. نقدّم أشياء منوعة، فـيمكنك إيجاد أفكار منوعة ضمن منتجات العلامة، سواء من العطور أم المجوهرات أم الساعات والأكسسوارات والمنتجات الجلدية والفنادق والمنتجعات. إنها علامة غنية جدًا. لديك علامات تجارية تصنع الشيء ذاته مرات عدّة، فتقدّم فئة واحدة، الساعة ذاتها لسنوات عدّة. أنا سعيد للغاية وحر بشكل كامل فـي إبتكار تصور لتطوير العلامة، وقد يكون لبعد 18 سنة، فأنا جاهز لتخيّل تطور صحيح للعلامة، ولهذا السبب لدينا اليوم هذه الساعات ونحن مستمرون فـي تطوير رموزنا الأيقونية ولا نحتاج إلى إدخال جماليات جديدة. وكمدير إبداعي هذا هو الجزء الأبرز من مهنتي، وهو وضع تصور لنمو وتطوير العلامة وليس وضع مخططات للمنتجات لليوم أو للغد. هذه طريقتي فـي التفكير. وساعات Serpenti وOcto وLucea وBulgari Bulgari هي سفيراتنا حول العالم.
لقد إعتدت العمل فـي مجال صناعة السيارات، فما هي أوجه الشبه بين الصناعتين؟
دعنا نقول أن الفرق يكمن فـي حجم المنتج. وفـي ما تبقّى فإن الإستثمار والأبعاد الخاصة بالشركة هي نفسها. نحن نحتاج إلى خمس سنوات لتطوير ساعة، وهم يحتاجون ما بين الثلاث والخمس سنوات لتطوير سيارة. نحتاج إلى شهرين لتطوير 12 نموذجًا أوليًا وهم يحتاجون إلى مدة تتراوح بين الشهر والإثنين لتطوير نموذج إولي للسيارة. لدينا الزبائن نفسها، الناس الذين يحبون الساعات هم نفسهم الذين يحبون السيارات. لست مضطرًا لإستعمال الساعة وإنما انت مضطر لإستعمال سيارة، هذه نقطة أخرى. ولكن لجهة النساء الأمر مختلف تمامًا. نحن نتحدّث هنا لجهة الرجال فنذكر الكرونوغراف والعجلات والحركة وعزم الدوران، أما بالنسبة للنساء فنحن نتحدّث عن الإحساس والألماس والأحجار الكريمة. وما أود قوله أن الأمور متشابهة عند الرجال، أما عند النساء فنحن أمام عالم مختلف.
هل تعتقد أن توجّه المرأة فـي اختيار الساعات قد تغيّر؟
نعم لقد أصبحت أكثر ثقة ونضجًا، وباتت المرأة اليوم تعير أهمية كبيرة لحركة الساعة والعناصر التقنية والمهارة. فـي السنوات السابقة كانت المرأة تهتم بالساعات الجميلة وليس بالحركة والألماس وغيره. اليوم لدينا نسخة Lucea Skeleton للسيدات اللواتي تعشقن الحركة الميكانيكية. علينا إيجاد الطريق الصحيح للتحدّث عن التقنية للسيدات ولكن من المؤكّد أن السوق النسائي قد تبدّل اليوم.
كيف تمكّنت من أن تصبح مبتكرًا متفوقًاً مع ساعة «Octo»؟
أنا أحب الأشياء البسيطة. الكل يعرف التيتانيوم، الذهب الوردي والسيراميك فـي عالم صناعة الساعات، ولكن فـي بولغاري فقط يمكنك إيجاد عدّاد الدقائق مصنوعًا من التيتانيوم. لذلك من السهل جدًا إستخدام مواد غريبة تمزج فـي ما بينها بشكل مختلف. ويبقى من الصعب مزج مواد متشابهة وبطرق مختلفة.
كيف تنتقي المواد؟
إنها مواد تتناسب مع العلامة ومع تصاميم الساعات وتاريخها العريق. فالتيتانيوم يضخّم صوت عدّاد الدقائق. لدى بولغاري لا يتعلّق الأمر فقط بالعناصر الجمالية، وإنما هذه العناصر تزوّد بميّزات تقنية تمامًا كثقافة التصميم الإيطالية فهي ليست للزخرفة فقط، وإنما تجسّد الزخرفة المنبثقة من العوائق. والعائق هو كيف يمكننا تضخيم صوت عدّاد الدقائق، وإستعمال التيتانيوم كان المادة الأنسب. ومن جهة ثانية فإن إرث العلامة المميّز لناحية المهارة وحرفـية الحركة المعقّدة، يدفع بإتجاه إستخدام الذهب كبديل. نعم أود القول إنني آت من روما ومن بيئة مختلفة، لذلك أود إستعمال التيتانيوم، أضف إلى ذلك أنني إيطالي وأرغب بالتحدّث عن التيتانيوم. والتقارب ليس بإستعمال التيتانيوم وإنما بإستعمال مواد معروفة ولكن بطرق مختلفة. عند النساء نتحدّث عن ∩tubogas∪، وعند الرجال نتحدّث عن ساعات فائقة الرقة من التيتانيوم جريئة جدًا وذكورية. قبل ساعة Octo Finissimo إستخدمت طرقًا مختلفة للساعات الفائقة الرقة: الإطار الفائق الرقة، الشكل الدائري والسوار من جلد التمساح.
بالعودة الى المرأة كيف قرّرت إبتكار ساعة Serpenti Seduttori هل رأيت أنه ما من حاجة لسوار مزدوج للساعة؟
كلا، الفكرة كانت إغناء المجموعة بإعتماد أساليب جديدة. نحن مستمرون فـي تطوير رموزنا الأيقونية، ورأينا أنه حان الوقت لإدخال ساعة Serpenti جديدة ولكن مزوّدة بأسلوب مختلف لوضعها. فكانت الفكرة إستخدام التصميم ذاته للعلبة، على أن تزوّد بعدد من الأساور القابلة للتبديل مع روابط قابلة للتعديل ناعمة ورقيقة جدًا ويمكن وضعها يوميًا. العلبة والسوار هما جديدان أما الشكل فهو ذاته.
نعلم أنك متمسّك بساعات بولغاري الأيقونية، ولكن وبشكل عام ما هو الأكثر رواجًا فـي عالم الصناعات اليوم؟
اشكرك لأنك لفت إلى أن ساعة Octo Finissimo هي قطعة أيقونية. لقد حقّقت نجاحًا عظيمًا، ولكنني لا أعلم إن كانت قطعة أيقونية، سنرى. وأنت تعلم أنه فـي سوق اليوم نجد الكثير من الإتجاهات المختلفة وعلينا إيجاد الصحيح منها والذي يتطابق مع أسلوب العلامة وإرثها، وإلاّ فإنك تقترف خطأ. أنا أعتقد أننا لا نحتاج الى تنفـيذ ساعة مستطيلة للسيدات. لدينا مجموعة Serpenti الناجحة مع نسبة مبيعات مذهلة لسنوات، إنها قطعة ايقونية. وبالنسبة لـ Octo فإن الشكل المثمّن يبقى حديثًا، ولكنه يلاقي نجاحًا عظيمًا. لذلك نعتمد على هذه الركائز ونتابع تطويرها مستقبلاً. نستعمل علبًا جديدة وأساور جديدة، إضافة الى مواد مختلفة وتكنولوجيا مختلفة أيضًا، ولكننا نحافظ على التصميم.
ماذا تقصد بمواد غريبة؟
البلغاريوم مثلاً. لا توجد مادة معروفة بهذا الإسم فهي مزيج من التيتانيوم والألومينيوم والفولاذ موضوعة مع بعضها فـي الخلاط. اللون ذاته والمواد ذاتها ولكن الإسم يتبدّل لأهداف تسويقية. الكثير من العلامات اليوم بدأت بإبتكار مواد خاصة بها. نحن لا نحتاجها لأنه يمكننا إستعمال التيتانيوم والسيراميك والذهب بطرق مختلفة.
ماذا عن قطعك الكلاسيكية؟
بولغاري علامة عصرية تغتني بأرشيف رائع. ولكن عندما أكون هنا لن تجد ابدًا نسخة طبق الأصل عن القطع الموجودة فـي الأرشيف. تأتي طلبات كثيرة من زبائننا يريدون مثلاً النسخة المطابقة لساعة اليزابيت تايلور. فـيكون جوابنا الرفض. ولكن إن إرادوا فسنصنع لهم التصميم نفسه، ولكن نغيّر اللون والأحجار، لأننا نود الحفاظ على الفرادة. هذا وتختلف التقنية، فمن المستحيل اليوم صناعة العلبة نفسها، فالذهب وطلاء المينا يتمتعان اليوم بتقنية وتكنولوجيا مختلفتين.
