فريدريك بويل محترف الغوص الحر وشريك أوليس ناردين «حماية البيئة الطبيعية للحيوانات تتطلّب تغييراً جذرياً في أسلوب عيشنا»
يعدّ تحالف أوليس ناردين صاحبة التراث البحري، مع فريدريك بويل الذي يمارس الغوص الحر بهدف توثيق الحياة البحرية وتصويرها دون إلحاق الضرر بها، أمراً طبيعياً.
وبويل غوّاص حُر ومصور تحت الماء ولد عام 1972، إرتبط بالبحر منذ طفولته إذ إكتشف حبّه للغوص الحر وهو في الـ 10 من عمره وسرعان ما أصبح مدرّبًا للغوص، في عام 1991.
سجّل أول أرقامه القياسية العالمية عام 1995، ثم حطّم ثلاثة أرقام قياسية عالمية أخرى للعمق بين عامي 1997 و2000. في عام 1999، نجح في اجتياز عمق 100 متر الأسطوري بنفَس هواء واحد.
في عام 2002 ، بدأ مسيرة مهنية ثانية في التصوير تحت الماء بهدف واحد: إظهار جمال الغوص الحر والحيوانات في عالمها الطبيعي تحت الماء. وإلتقط بويل صورًا لأسماك القرش والأسماك الشعاعية والدلافين وعدد لا يحصى من النوعيات المهيبة في الحياة البحرية.
وبدافع إهتمامه بقضايا الحفاظ على البيئة، بدأ بويل في عام 2005 العمل مع علماء الأحياء البحرية، ومساعدتهم في عملهم الميداني. وهو يستخدم قدراته في الإقتراب من الحيوانات وأداء مهام، مثل الوسم الصوتي وبالأقمار الاصطناعية وأخذ عيّنات الـدي إن إيه. وهو يقترب بلا خوف من أسماك القرش البيضاء الكبيرة، رأس المطرقة الضخمة، رأس المطرقة الصدفي، قروش الليمون، أسماك القرش الحارقة، الحيتان الحدباء، حيتان العنبر والحيتان القاتلة، دون إستخدام قفص وقائي، تجنّباً لإزعاج الحيوانات.
وسُنحت لنا فرصة لقاء هذا الغطاس المغامر المحب للبيئة، وكانت لنا معه هذه المقابلة.
لماذا إخترت التعاون مع أوليس ناردين؟
لطالما كنت من هواة إقتناء الساعات وشغوفًا بعالم صناعة الوقت. إضف الى ذلك العلاقة الخاصة بين الغطاس الحر والوقت، فالساعة أداة هامة جدًا لضبط ما نقوم به. يمرّ الوقت أحيانًا بسرعة قياسية وأنت تحبس أنفاسك، وأحيانًا أخرى يكون العكس، لذلك من الهام جدًا أن تكون مزوّدًا بأداة تعطيك بدقة المعلومات الصحيحة. والساعة الميكانيكية هي ساعة عظيمة لأنها تفي بهذا الغرض فهي لا تحتاج الى شاحن، ومن على المعصم تمنحك الرؤية الواضحة للوقت الذي مضى وتنبهّك الى ما تبقّى منه.
ما هي ساعتك المفضّلة من أوليس ناردين؟ واي ساعة تضع في خلال الغطس؟
في الوقت الحالي انا ارتدي ساعة 44mm Diver chronometer. انها جميلة وخفيفة الوزن بفضل علبتها المصنوعة من التيتانيوم وسوارها المطاطي. ولكن أكثر ما يعجبني فيها، هو وضوح قراءتها تحت الماء.
ما هو مشروعك الحالي؟
أستعد حاليًا لإستهلال فصل الصيف في المياه الآزورية. سوف أكون يوميًا في البحر أبحث عن سمك القرش والحيتان وكافة الحيوانات البحرية الضخمة. سألتقط الصور معظم الأوقات وأعمل مع أحد الباحثين على موضوع أسماك القرش الزرقاء.
هل تعتقد أن الناس في أيامنا الراهنة تبدي إهتمامًا أكثر بمواضيع البيئة؟
لست متأكّدا من هذا الأمر. حسنًا الناس تتحدّث كثيرًا عن الموضوع وتبدي إهتمامًا حياله، ولكن في الواقع هل هناك ما تقوم به من مبادرات؟ هل هناك تغيير للعادات ولأسلوب العيش؟ أم أننا ننتظر دائمًا أن تأتي المبادرة من الآخر؟
هل تعتقد أن خطورة الوضع أصبحت أكثر وضوحًا على الصعيد الفردي وأيضًا على الصعيد السياسي؟
لا يمكننا إنكار الأمر بعد الآن. لقد وضعت السياسة الغبار تحت السجادة في السنوات الثلاثين الأخيرة، ولكن اليوم أدركت أن الوضع بات دقيقًا جدًا. إن التحرك على الصعيد الفردي أمر هام من دون شك كالتخفيف من إستخدام البلاستيك، وتغيير طريقة الغذاء، ولكن من دون أي تغيير سياسي حقيقي واية تغييرات نظامية، لن يكون الأمر كافيًا لتخطّي الأزمة التي سندخل فيها.
كيف تشارك في عملية التوعية هذه؟
أولاً، آنا آمل لكوني مصورًا فوتوغرافيًا ومتحدّثًا ان يكون لدي تأثير إيجابي على الناس. لقد ضجر الناس وباتوا يشعرون بعجز في كل مرة يشاهدون فيها صورًا للحيتان وللآلاف من أسماك القرش النافقة. لديهم هذا الشعور بأنه لا يمكنهم القيام بأي شيء حيال الأمر. ولكنهم في المقابل عندما يشاهدون صورًا إيجابية عن حيوانات الصحارى وعن غطاسين يتفاعلون مع كائنات البحر الواسع يتأثرون بهذه المشاهد ويبدون إستعدادهم للقيام بالمزيد لحماية ما يرونه. هذه مقاربتي للموضوع ولكن عندما أتطرّق إلى الموضوع أحاول أن أكون واقعيًا وأتحدّث بشكل واضح عن واقع موجود، وهو أننا بحاجة الى تغيير جذري في أسلوب عيشنا.
لماذا قرّرت العمل في هذا الحقل؟ وكيف أدركت أن هذا هو هدفك في الحياة؟
أتذكّر أنه لطالما أردت أن أصبح غطّاسًا حرًا وأن أكتشف عالم البحار، منذ أن كنت في الرابعة من عمري.
لقد كنت محظوظًا لكوني تمكّنت من تحويل شغفي إلى مهنة. وكل يوم أدرك كم أنني محظوظ. وسنة بعد سنة ومع تمضيتي لآلاف الساعات تحت سطح المياه في المحيط الواسع، أدركت رهافة النظام البيئي وكيف أن كل الأمور مترابطة بعضها ببعض. فكان التطور الطبيعي بإتجاه تنمية الوعي والقيام بالمبادرات في هذا الإتجاه.
بماذا تنصح الناس ليكونوا أكثر مسؤولية تجاه البيئة؟
عليهم أن يدركوا ضرورة إعادة إتصالهم مع الطبيعة، ومن خلال هذه الطريقة يمكننا إيجاد حل للمشكلة. التكنولوجيا لا تعمل هنا. علينا تبسيط الأمور وجعلها أكثر فعالية. ومن الأسباب الإضافية لإستعمالي ساعة ميكانيكية هي انها لا تخذل أبدًا.