إبراهيم تشيليكول
من كرة السلة وعرض الأزياء إلى النجومية في عالم التمثيل
يتطلّب النجاح في عالم التمثيل، الكثير من الموهبة، وسنوات من دراسة مبادىء وتقنيات هذا الفن، إضافة إلى الجهد الشخصي الدائم وتراكم الخبرة، وإقتناص الفرص التي قد توفّرها الحياة…
لكن الممثل إبرهيم تشيليكول، لم يحصل على شهادات في فن التمثيل، ولم يكن يطمح أصلاً في أن يصبح نجمًا في هذا المجال،إلاّ أن القدر قاده على طريق ما يسمى بـ«الفن السابع»، بعد مسيرة في عالم كرة السلة وعرض الأزياء، فإنخرط فيه بقوة العزم والإرادة، وبات يعتبر من أشهر الممثلين في تركيا وخارجها.
ولد في مدينة إزميت في مقاطعة كوتشايلي على بعد ٧٠١ كلم من إسطنبول، في الرابع عشر من فبراير ٢٨٩١، تابع دروسًا في مدرسة خاصة في إزميت، ثم في إحدى الجامعات في مدينة بورصة، إلاّ أنه لم يكن مثابرًا في دراساته كبقية أفراد عائلته كما يعترف، فشقيقته مهندسة على سبيل المثال، وعمه عميد جامعة أولوداغ في بورصة… إنتقل الى إسطنبول عام ٠٠٠٢ وهو في الثامنة عشرة من عمره، بعد وفاة والده.
بدأ حياته كلاعب كرة سلة محترف في إزميت، وهو الذي يتّسم باللياقة البدنية وطول القامة (187 سم). تابع بعض الدراسات في بورصا، ثم إنتقل الى إسطنبول، حيث فرص العمل أكثر توفّرًا.
نظرًا لحسن طلته، عرض عليه العمل كعارض أزياء من قبل سيدة تعمل في هذا المجال، إلتقته صدفة في الشارع ولفت نظرها، فأعطته بطاقتها وشجعته على دخول هذه المهنة، وقد تمكّن من مزاوالتها فعلاً لمدة تسع سنوات في تركيا، مع إطلالات في ألمانيا وإيطاليا ودول أخرى، وأصبح وجهًا معروفًا في بلاده، والى حد ما على الصعيد الدولي.
وبموازاة ذلك، كان يفكر بفتح متجر للأقمشة في ميدان تقسيم السياحي، الذي يقع في الجزء الأوروبي من إسطنبول. لكن شاءت فرص الحياة أن يرافق أحد أصدقائه، الذي كان على موعد لإجراء مقابلة مع شركة إنتاج سينمائية، فتعرّف هناك على المخرج عثمان سيناف، الذي أعجب بطلّته وشخصيته، فعرض عليه فورًا دورًا رئيسيًا في مسلسل بعنوان «بارس ناركوتيرور»، ولم يكن لديه بعد أي خبرة في مجال التمثيل.
فوافق بعد تردّد، وإنطلقت مسيرته الفنية مذ ذاك بصورة متدرّجة، وباتت تعرض بعض أعماله على منصّة نتفليكس، ونال جوائز عدّة من جمعيات ومؤسسات تركية مختلفة، أعطته لقب «أفضل ممثل واعد» عام ١١٠٢، و«أفضل ممثل» عام ٢١٠٢، وغيرها من الجوائز…
أفلام ومسلسلات… نجاح ونجومية
أبرزه المخرج عثمان سيناف، عندما أعطاه الدور الرئيسي في فيلم الأكشن «الفهد» عام ٧٠٠٢.
ومن أهم أدواره عام ٣١٠٢، قيامه بدور «أولوباتلي حسن»، الى جانب الممثل ديفريم إيفين، في فيلم «السلطان الفاتح- فاتح ٣٥٤١»، الذي كان من أكثر الأفلام تكلفة ومبيعًا، إذ شاهده أكثر من ستة ملايين شخص، وهو يروي دخول الأتراك العثمانيين الى مدينة القسطنطينية، التي أسميت لاحقًا إسطنبول، في عهد وبقيادة السلطان الشاب المقدام محمد الثاني عام ٣٥٤١.
وفي عام عام ٢٠١٤، شارك في الفيلم الرومانسي الدرامي «وحدك انت» بدور “علي”، الى جانب النجمة بيلتشيم بيلجي.
أما بالنسبة إلى المسلسلات فأرشيفه غني فيها، إذ شارك في مسلسل «قبضة النمر- بارس ناركوتيرور» عام ٨٠٠٢، بدور شامل باتوراي، بموضوع يتعلّق بمحاربة تجارة المخدرات، الى جانب الممثلة سادا بيكان بدور «زلفية» ؛ «الجبل الأسود عائلة كاراداغ» عام ٠١٠٢، بدور غول علي كاراداغ؛ «عفت» أو «زمان الغدر»، إعتبارًا من عام ١١٠٢، بدور «جميل»، الى جانب الممثلة دنيز شاكر، التي جسّدت شخصية الفتاة الشابة والجميلة «عفت».
قام بدور «فرات كازان» في مسلسل «الرحمة» عام ٣١٠٢، الى جانب الممثلات أوزجو نيمال وياسمين ألين وبورتشين ترزي اوغلو، والذي حصد نجاحًا كبيرًا، وحينها إضطر للعمل على خسارة ٢١ كيلوغرامًا من وزنه، بما يتوافق مع دوره في المسلسل. وفي العام ٤١٠٢ شارك في مسلسل «ردة فعل» بدور أوغوز؛ أما في العام ٦١٠٢ فلعب دور «علي نجاة كارسو» في مسلسل «العقدة»، و«فرحات أصلان» كان إسمه في مسلسل «حب أبيض وأسود» عام ٧١٠٢، الى جانب النجمة «بيرجي أكالاي»، الذي لاقى رواجًا بشكل خاص في العالم العربي وإسبانيا، وغيرها من الدول. هذا وقد شبه البعض أبراهيم تشيليكول في هذا المسلسل، برئيس النادي الأهلي الراحل «صالح سليم» في فترة شبابه .وفي العام ٨١٠٢ عرض له مسلسل «الثنائي العظيم»، بدور «مارت بركا»، ضابط الشرطة الشجاع في قسم المخدرات.
وآخر أعماله، مسلسل «قدرك هو المنزل الذي ولدت فيه- منزلي» الذي يؤدّي فيه شخصية «مهدي»، الى جانب الممثلة الجذابة ديميت أوزدمير بدور «زينب»، وجمهورهما بإنتظار الجزء الثاني منه قريبًا.
فيلم مؤجل، طموحات وأعمال خيرية
باشر بالمشاركة في مشروع فيلم «ميست إي آسك»، الذي يقوم فيه بدور القائد «إسكندر» .إلاّ أنه إلتزامًا بالقيود التي فرضتها منظمة الصحة العالمية حول التباعد الإجتماعي، فقد أصبح إستكمال العمل متعذرًا، فتوقف إعتبارًا من مارس ٠٢٠٢. وقد يتم إستئناف التصوير في موسم الخريف إذا ما سمحت الظروف بذلك.
ومن المشاريع الخاصة التي يطمح إلى تحقيقها في يوم من الأيام، إنشاء مزرعة كبيرة، وكذلك مدرسة لتدريب النشء على مختلف أنواع الأنشطة الرياضية.
الجدير بالذكر أن تشيليكول يساهم أعمال خيرية، وآخر أنشطته في هذا المجال، إنضمامه الى حملات مساعدة المتضرّرين من جائحة كورونا، بتقديم مساعدات مباشرة للعديد من العائلات المحتاجة.
حياته الأسرية العاطفية
والده سهيل تشيليكول، وهو من أصول عربية، كان يعمل كضابط في البحرية، وناشط في لعبة كرة القدم؛ ووالدته آيبر، من أصول يونانية من إتنية مسلمة في منطقة تسالونيكي، وكان شديد التعلّق بوالده الذي توفي بنوبة قلبية في الخمسين من عمره، فحرص على شراء منزل لوالدته وشقيقته التي تكبره سنًا، في إسطنبول، حيث أقاموا معًا.
علاقات إبراهيم الغرامية أكثر من عديدة، بدأت مع الممثلة التركية إيبرو بولات عام ١١٠٢. ثم مع المغنية توغبا إيكينسي لفترة سنة، ومن بعدها عام ٢١٠٢ مع الممثلة دينيز شاكر، إلا أنهما إنفصلا قبل ساعات من الخطوبة، لإنعدام ثقتها بإخلاصه على ما أشيع.
عاد وإرتبط بعلاقة جدية مع الممثلة سينام كوبال عام ٤١٠٢، التي آثرت في النهاية الزواج من الممثل كنان أميرزالي أوغلو.
إرتبط أخيرًا بعلاقة حب مع مهندسة معمارية من خارج الوسط الفني، هي ميهري موتلو، أفضت سريعًا الى الزواج ربيع عام ٧١٠٢، ولديهما صبي أسمياه علي، وهو إسم سبق أن جسّده في مسلسلات درامية مختلفة، ولا سيما في مسلسل «عائلة كاراداغ» عام ٠١٠٢، وفيلم «وحدك أنت» عام ٤١٠٢. وكان إبراهيم قد إعتبر في إحدى المقابلات بأن إسم علي يجلب له الحظ، علمًا بأنه لم يتمالك نفسه من البكاء تأثرًا وفرحًا لحظة ولادة طفله. سئل مرة عمّا يفضل، المال أو الحب، فأجاب: الصحة قبل أي شيء.
رياضي بإمتياز
يمارس مختلف أنواع الرياضة، وبالدرجة الأولى كرة السلة التي سبق أن إحترفها، والتنس والسباحة، بما في ذلك الغطس وركوب الأمواج والكيك بوكسينغ والتزلج على الجليد وركوب الدراجات الهوائية وركوب الخيل الذي تعلّمه الى جانب إستعمال السيف لضرورات التمثيل، وطبعًا يعمل على صقل جسمه المرصوص العضلات.
يحب الطبيعة، ويمارس فيها رياضة الركض بإنتظام إعتبارًا من السادسة صباحًا، في غابة بلغراد القريبة من منزله، مع كلابه الذي يفوق عددهم العشرة، وأقربهم اليه كلبه «جوزي»، علمًا بأن لديه مساحة على إحدى التلال يهتم فيها بأكثر من ٠٥١ كلبًا…
ويعبّر إبراهيم عن حبه لقيادة السيارات، لكنه يلوم نفسه بأنه غالبًا ما يقود بسرعة فائقة.
ومن جهة اخرى يهوى إطلاق النار من بندقيته على أهداف شتى، إلاّ أنه يؤكّد على أنه لا يوجهها بإتجاه أي طائر أو كائن حي.
ومن هواياته، القراءة في الغابة خارج المنزل، وهو بات يهواها بعض الشيء بعد طول عدم إكتراث؛ ويحب الإستماع الى الموسيقى، ولا سيما الكلاسيكية، واللعب على الكلارينيت.
لا يستهويه التسوق بشكل خاص، ويستسهل إرتداء تي- شيرت وجينز، وسترات الجلد بألوان مختلفة.
وقال في إحدى المقابلات، أنه يتشارك مع زوجته أحيانًا في رياضة الجري، وفي فن الطبخ وإعداد الاطباق المتنوّعة.