حقّق 7 ميداليات من أصل 7 فـي كأس العالم
يوهانس ثينغنس بو:
«دائماً ما أحاول تحطيم الأرقام القياسية الخاصة بي»

 

يوهانس ثينغنس بو، من مواليد 16 مايو 1993 هو رياضي نرويجي. بدأ التزلّج، حين كان صبيّا، على قمم جبال موطنه النرويج برفقة شقيقه تارجي الذي يُعْتبَر أيضًا رياضيّا ذا مستوى عال فـي رياضة البياثلون، ومنذ ذلك الحين، كان يوهانس ثينغنس بو، يحلم بأن يصبح بطلا فـي البياثلون. وقد حقّق حلمه الشخصي سنة 2018 فـي بيونغ تشانغ، وهو فـي الخامسة والعشرين من عمره، حيث ظفر بما لا يقلّ عن 3 ميداليات، وفاز بأوّل ذهبية فردية له، بعد أداء منقطع النّظير فـي سباق الـ20 كلم.

إنضباط كامل
تعتبر رياضة البياثلون رياضة فريدة من نوعها، إذ إنّها تجمع بين مجالين مـختلفـين تمامًا: التزلّج والرّماية بالبندقيّة، وكلاهما يتطلب تركيزًا على أعلى مستوى. وعن صعوبة هذه الرياضة يشرح بو: “يجب الجمع بين الدقّة العالية فـي الرّماية، التي يتمّ تحقيقها فـي جزء من الثانية، وثبات اللّياقة البدنيّة لمسافات طويلة. أيّ خطأ ناتج عن انزلاق أثناء الرّماية تنتج عنه عقوبات قد تمحو فـي لمح البصر النّقاط التي تمّ انتزاعها خلال التزلّج المتعرج. فبالإضافة إلى التزلّج السريع، يحتاج الرّياضيون إلى التّحلّي بالهدوء والتّركيز وهم يحاولون ضرب خمسة أهداف صغيرة عن مسافة 50 مترًا. الضّبط والتوقيت والدقة هي المفاتيح. إنّ إبطاء الضغط على الزّناد أو إسراعه بقدر مئة جزء من الثانية من شأنه أن يصنع الفارق بين النجاح والفشل».

علاقة مميزة مع ريتشارد ميل
لا يخفـي يوهانس ثينغنس بو، حبّه لعلامة ريتشارد ميل الذي بدأ منذ الطفولة شارحاً أن حلمه كان وضع ساعة هذه العلامة تماماً مثل رفاييل نادال وهكذا كان. أما عن الساعة التي طوّرها مع العلامة والذي يضعها دائماً فـيقول: «إنّ التطوير والابتكار هما عوامل رئيسة حين يتعلّق الأمر بالوصول إلى أعلى مستوى ممكن. وينطبق ذلك على الرياضة والمنتج. وتتكيّف ساعة RM 67-02، مع المعصم لدرجة أنها تبدو وكأنها جزء من البشرة. ففـي الرياضة التي أمارسها ننزع بنادقنا بصفة متكرّرة قد تصل إلى أربع مرات خلال السباقات، وهذا يتطلّب ساعة مناسبة للغاية لا تتأثّر بممارسة الرّماية. إنها خفـيفة الوزن ورياضيّة وتحمل الألوان النرويجية، وأنا على يقين أنّ هذه السّاعة الموضوعة على معصمي ستمنحني القوة والتحفـيز».
وما يميّز ساعة RM 67-02 أنها ذات لف تلقائي مسطّح وتزن هذه نحو ٣٢ غرامًا فقط وذلك بفضل مزيج من المواد المركّبة TPT® والتيتانيوم صنف 5 وحزام المعصم المرن، وهو أخف حزام صنعته العلامة التجارية على الإطلاق.
وتناسب ساعة RM 67-02 النحيفة والخفـيفة والملوّنة والأنيقة والرياضية أي موقف. وفـي سابقة فريدة من نوعها، صمّم ريتشارد ميل هذا النموذج كي يتكيّف مع مـختلف الاختصاصات الرياضية، لهذا السبب، طوّر العديد من شركاء العلامة ساعة RM 67-02 لتحمل ألوان أعلام بلادهم، لاختبار قدرات هذا العيار الآلي فـي مجموعة من البيئات المختلفة.

 

أخبرنا عن علاقتك بريتشارد ميل، كيف تعرفت على العلامة لأول مرة؟ ولماذا اخترت العمل معها ؟
كنت مهتماً بالساعات منذ عام 2015، وقد كان حلم طفولتي أن أمتلك ساعة من ريتشارد ميل. فقد اعتدت رؤيتها على معصم رافاييل نادال، وكنت أحلم أن يتحقّق هذا الأمر فـي حياتي، وكنت أقول لنفسي، ربما يوماً ما إذا أصبحت جيداً فـي رياضتي، يمكنني أن أصبح جزءاً من العائلة مثل رافاييل نادال وأن أتواصل معهم من خلال البريد الالكتروني.
وهذا ما فعلته، بعد الفوز بكأس العالم 2019، تواصلت معهم وقد صُدمت حقاً عندما تلقيت الرد. لقد كانت رسالة لطيفة، اقترحت اللقاء، وكان نبض قلبي يرتفع بشدة خلال هذه المحادثات. ومنذ أن أكدوا لي أنّني أحد سفرائهم، وأنا أتسابق كل يوم وأنا أضع الساعة على معصمي. ولم يمر يوم واحد من دون الساعة.

أخبرنا عن التعاون بينك وبين فريق البحث والتّطوير فـي ريتشارد ميل خلال مسار عملية التصميم والعملية الإبداعية لساعتك؟
هذه الساعة هي من الساعات التي ترتبط برياضتي، وثمة اختلافات متنوعة على أساس الرياضي والرياضة. كما أن اختيار مجموعة الألوان فـي إصدارات هذا النوع من الساعات يعتمد أيضاً على جنسية الرياضي.
كان اقتراحي الأول للتصميم يتعلّق بألوان كربونية، مع الحرص على إدخال ألوان العلم النرويجي أيضاً. نظراً لأن الألوان هي نفس ألوان العلم الفرنسي، فقد نظرت أيضاً إلى ساعة سيباستيان أوجيير، سائق الرالي، واستوحيت من ساعته. ومن ثم قمنا بتعديلات لجعلها تبدو أشبه بالألوان النرويجية.

كيف تمثل ساعتك امتداداً لحياتك الرياضية؟ أخبرنا أكثر عن تجربتك من حيث الأداء وأنت ترتدي هذه الساعة.
الساعة خفـيفة للغاية ومقاومة، لذا أستمر فـي الأداء وأنا أضعها، وقد أصبحت بالفعل امتداداً ليدي. كما أنني دائماً ما أفوز وأنا أضعها، فهي تجلب أيضاً الحظ السعيد.
إن السباق مع ريتشارد ميل هو حلم يتحقّق، بالإضافة إلى التواجد هنا فـي Ski Clinic، والتعرّف على مراكز أخرى ولقاء الصحافة والعملاء، أشعر وكأنني جزء منهم.
مع الرعاة الآخرين، يكون الأمر عبارة عن عمل فحسب، أمّا مع ريتشارد ميل، فالأمر بمثابة أن تكون جزء من عائلة، بالإضافة إلى الشعور بالمتعة والمرح.

كان لديك سجل حافل، خاصة هذا الموسم 2022/2023 حيث فزت 19 مرة، كيف تستمر فـي النجاح؟ وكيف تحافظ على انضباطك وتركيزك؟
إن هذا السؤال هو السؤال الأكثر طرحاً هذا الشتاء، ومن الصعب شرح هذا الأمر. فأنا أحاول أن أقوم بالأمور عينها عام بعد عام. فلديك الخط نفسه ولكنك تحاول أن تقوم بالتعديلات فـي تدريبك فحسب.
الأمر الرئيس هو أنني انتقلت للتو الصيف الماضي، لذلك ومنذ ذلك الحين كنت أكثر حرية من حيث وقتي، إذ كان لدي المزيد من الوقت للراحة والتدريب والاستعداد لهذا الموسم.
لذلك، كان الهدف تحسين أدائي خلال هذا الشتاء سواء من حيث التمتّع بأوقات الراحة الضرورية والتنبّه الى عادات الأكل من بين الأمور الأخرى.
أنا الآن خارج الموسم فـي شهر أبريل، لذا فأنا أرتاح لفترة وجيزة وأتناول الأطعمة الدهنية، إلى أن أبدأ تدريبات ما قبل الموسم فـي بداية شهر مايو. ومن ثم فـي الصيف، أقوم بالتناوب ما بين التدريبات والإجازات. الحيلة تكمن فـي أن تقوم بتدريبات بديلة وأخذ الإجازة عندما لا يكون موسم الشتاء أو المنافسة.

كيف ستحافظ على الزخم وهذه الوتيرة للموسم المقبل؟
سيكون الأمر صعباً، فبعد الفوز فـي 19 سباقاً من أصل 23 وتحطيم الرقم القياسي العالمي، لا أعلم ما إذا كنت سأستطيع القيام بالأمر عينه فـي الموسم المقبل، ولكن لا أحد يعلم، عليك أن تبذل قصارى جهدك طوال الوقت.
قبل تحطيم الرقم القياسي، كان الرقم 16، حيث وصل الرياضيون الآخرون بحد أقصى إلى 14 سباقاً من أصل 23 خلال الموسم الواحد.
وقد تمّ تحقيق رقم قياسي جديد هذا العام، وهو الفوز بسبع ميداليات من أصل 7 فـي كأس العالم. لقد كان موسماً رائعاً من حيث كأس العالم والبطولات.

 هذا الموسم ناجح للغاية، هل وصلت إلى مستوى معين من اللياقة البدنية، أم أن الأحوال الجوية ساعدت فـي تحقيق هذا الأمر، أو أنه مجرد حظ؟
كان مستوى اللياقة البدنية مرتفعاً جداً، وكان شكلي جيداً أيضاً خلال التزلج، من بداية حتى نهاية موسم المسابقة. فكانت كل الأمور تسير كما أريد.
مثل ريتشارد ميل تماماً، دائماً ما أحاول تحطيم الأرقام القياسية الخاصة بي، وأن أقدم أداء أفضل من أدائي السابق. فهذا ما يدفعني ويشجعني.

تضع عائلتك فـي المقام الأول وتفوّت أحياناً منافسات كي تكون معها. متى وكيف تعطي الأولويات بين حياتك المهنية وعائلتك؟
هذا الأمر صعب للغاية فـي رياضتنا، إذ إن هدفـي الرئيسي هو الفوز بالنتيجة الإجمالية فـي كأس العالم. ولا يمكنني تفويت أي منافسة وإلا سأخسر الكثير من النقاط. وهذا ما يجعلني أسافر طوال فصل الشتاء.
لم أكن العام الماضي فـي أفضل مستوياتي، لذلك تمكنت من تفويت بطولتي كأس العالم والألعاب الأولمبية، وذلك كي أكون مع عائلتي، وكان الأمر رائعاً.
ولكن هذا العام، 2023، كان لدي عطلتان أسبوعيتان فحسب مع عائلتي فـي المنزل. أنا أفتقدهم كثيراً، ولكن هذا جزء من الوظيفة، وهذا الجانب المظلم أيضاً، ألا ترى عائلتك بقدر ما تريد.

هل تعتقد أن رياضة البياثلون تحتاج إلى المزيد من التقدير؟ وكيف تقترح تطوير هذه الرياضة؟
نعم، أعتقد أن هذه الرياضة كان لها تخطيط جيد على مدار الخمسة عشر عاماً الماضية، وهي تتطوّر كثيراً، حيث يزداد الاهتمام بها، ويجري تطوير مسابقات جديدة، ومن التطويرات فـي اللعبة الدمج بين منامسات السيدات والرجال حيث يتم تقديم مبلغ الجائزة المالية عينه للكل.
كذلك أخذ القيّمون على هذه الرياضة بعين الاعتبار إعطاء الدول الأقل مشاركة فرصاً أكبر للدخول فـي هذه المسابقات، لتشمل المزيد من الأعضاء.
وخلال عيد الميلاد، ثمة سباق استعراضي فـي ملعب شالكه لكرة القدم فـي ألمانيا، حيث تُملأ الساحة بالثلج ويتم ممارسة البياثلون بمشاركة خمسين ألف شخص.
أعتقد أن هذا هو الاتجاه الصحيح، فلا يمكنك الحصول على رياضيين خارقين منذ البداية، بل تبدأ أولاً بدوري الأبطال مثل هذه البطولة، فـيأتون خلال عيد الميلاد ويتسابقون وينمون.

لماذا اخترت رياضة البياثلون على وجه التحديد؟ أخبرنا كيف نما هذا الشغف لديك وما هي النصيحة التي تقدّمها للرياضيين الطموحين؟
كنت شغوفاً جداً بأن أكون نشيطاً، فخلال فصل الصيف، كنت دائماً ما أمارس رياضة كرة القدم. أما خلال فصل الشتاء، فكنت أمارس رياضة التزلج.
ثم حاولت مرة أن أقوم ببعض الرماية، وقد أحببت الأمر حقاً، واعتقدت أنه كان رائعاً بالفعل الجمع بين التزلج والرماية.
لذلك، بدأت التدرّب منذ أن كنت أبلغ من العمر عشر سنوات، حيث تدرّبت مرة واحدة فـي الأسبوع فـي ستروم بالنرويج. وكان الأمر ممتعاً، إلى أن بلغت الخامسة عشر من عمري، ثم تركت كرة القدم والرياضات الأخرى، كي أركز بنسبة 100 فـي المئة على رياضة البياثلون فحسب، ومن هناك، شهدت مسيرتي الرياضية ارتفاعاً كبيراً. والبياثلون هي نوع من أنواع الرياضة الشتوية وهي إحدى المسابقات الرئيسة فـي الألعاب الأولمبية الشتوية، وهي عبارة عن التزلج لمسافات طويلة يتخللها 2 إلى 4 جولات من الرماية باستعمال البندقية فـي وضعي الوقوف والانبطاح.
بالنسبة للرياضيين الطموحين، أود أن أقترح إيجاد مساحات مثل تلك الموجودة فـي شالكه. كما أعتقد أن المشجعين الجدد سيحبون نسخة أسرع وأقل طولاً من رياضتنا. لأنها رياضة طويلة لمشاهدتها على التلفاز.