2024 عام مثير في عالم الموضة والرفاهية والجمال
أليسون برينجي من Launchmetrics تشاركنا توقّعاتها المستقبلية لهذا العام
توفّر Launchmetrics بيانات وبرامج خاصة بشركات الأزياء والرفاهية والجمال، وذلك بهدف تمكينها من تحسين عملياتها التجارية ووضع استراتيجيات تعتمد على البيانات. وإحدى المقاييس الرئيسية الخاصة بهم هي خوارزمية «قيمة التأثير الإعلامي Media Impact Value MIV».
ويُعطي موقع قيمة نقدية لوسائل الإعلام، سواء أكانت عبر الطباعة أم على الإنترنت أم على وسائل التواصل الاجتماعي، ما يساعد العلامات التجارية على تقييم تأثير وفعالية العلاقات العامة الخاصة بهم.
أليسون برينجي هي المديرة التنفيذية للتسويق في Launchmetrics، بعد أن انضمّت إلى الشركة في عام 2013. وفي وقت سابق، كانت تشغل مناصب عدّة في شركات مختلفة، مثل، IMG Fashion وNet-A-Porter، لإدارة عمليات التسويق والعلاقات العامة. كما أنها أمضت بعض الوقت كضيفة محاضرة في Parsons، وجامعة The New School، وكلية Condé Nast.
هذا وتحمل أليسون شهادة البكالوريوس في الإعلان والاتصالات التسويقية من جامعة سنترال فلوريدا وشهادة الماجستير من كلية SDA Bocconi للإدارة.
أما بالنسبة إلى أسلوب إدارتها، فهي تركّز حقًا على تنمية القادة داخل الشركة، إذ لديها طريقة غير هرمية للتفاعل مع فريقها، وتحب تمكين فريقها، خاصة أولئك الناشئين.
وفي هذا المقال سنتناول توقّعات عام 2024 حسب أليسون برينجي، وبناءً على بيانات Launchmetrics.
التوقّع الأول
سوف تستمر وسائل إعلام الشرق الأوسط في التأثير وسيستمر سوق الشرق الأوسط في النمو
الآن، وبعد أن أصبحنا في مرحلة ما بعد الوباء، ترغب العلامات التجارية في الوصول إلى مناطق جديدة، ويوفّر الشرق الأوسط هذا العالم غير المستغل.
ويمكن إثبات ذلك من خلال بيانات مهرجان «كان» السينمائي، حيث رأينا ما مجموعه 13 مليون دولار أميركي من قيمة التأثير الإعلامي، كان ناتج عن الشرق الأوسط (8 في المئة من التغطية العالمية)، مع حصول مشاهير الشرق الأوسط على تغطية أكبر بنسبة 153في المئة مقارنة بعام 2022.
التوقّع الثاني
العودة إلى تسويق العلامة التجارية
خلال فترة وباء كورونا أيضاً، شعرت العلامات التجارية بالانفصال عن عملائها، لذلك، سيكون هناك اتجاه متنام، تركّز العلامات التجارية من خلاله بشكل أكبر على بناء العلامة التجارية وخلق تجارب العملاء وولائهم. وبالتالي سينصّب تركيز الحملات الإعلانية والإعلامية على العلامة التجارية وليس المنتجات.
هذا وستكون الأفكار المبتكرة وغير التقليدية هي الأفكار الأفضل، وهذا ما لمسناه في حملات عام 2023، مثل تعاون Tiffany & Co. x Nike، الذي حصد 11 مليون دولار أميركي من قيمة التأثير الإعلامي Media Impact Value.
وتماماً مثل تعاون Skims x NBA، والذي يُعدّ أمراً غير عادي للغاية، وكان له تأثير كبير في التغطية على مستوى العالم، حيث حصد 7.8 ملايين دولار أميركي من قيمة التأثير الإعلامي MIV.
أما بالنسبة للتعاون بين Dua Lipa x Versace، فقد حقق 24.7 مليون دولار أميركي من قيمة التأثير الإعلامي MIV.
التوقّع الثالث
الذكاء الاصطناعي سيجعل حياتنا أسهل
وهذا ينطبق أيضًا على الذكاء الاصطناعي التوليدي. إذ سيتمحور عام 2024 حول الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لجعل العلامات التجارية والعمليات التجارية أكثر كفاءة.
وتهتم Launchmetrics بالفعل بهذا الأمر بواسطة الحلول التي تقدّمها، من خلال تحسين العمليات التجارية وتقليل العمل اليدوي بفضل الذكاء الاصطناعي، سواء أكان ذلك مجال تقديم حلول لتوضيح العلامات التجارية أم تقديم حلول تصنيف المنتجات.
وتتيح قوة خوارزمية Launchmetrics المعتمدة على الذكاء الاصطناعي للعلامات التجارية، تنظيف البيانات باستخدام توضيح العلامة التجارية بدقة تصل إلى 97 في المئة، وتصنيف المنتجات بدقة تصل إلى 87 في المئة.
التوقع الرابع
نمو وتطوّر سوق الملابس الرياضية
استنادًا إلى أحدث تقرير للملابس الرياضية من Launchmetrics:
لقد نمت صناعة الملابس الرياضية بشكل هائل، وكانت الصين جزءًا من هذا النمو.
وأبرز الاتجاهات التي تتطوّر في مجال الملابس الرياضية هي: الملابس الرياضية التي تُلائم أوقات التمرين كما أوقات التسلية، كما برزت ثقافة إنتعال الأحذية الرياضية، التي أصبحت أكثر فأكثر أشبه بمزيج من الموضة والملابس الرياضية.
كذلك تطوّرت الملابس الرياضية التقنية، وخاصة في فترة ما بعد الوباء، حيث دخلت العلامات التجارية التي لم تكن بالضرورة علامات تجارية رياضية تقنية، الى عالم الاستثمار في هذه الخطوط الواعدة، إذ يحتاج المستهلكون إلى إعادة التواصل مع الهواء الطلق، خاصة بعد انتشار فيروس كورونا.
وعلى سبيل المثال، منذ بضعة أشهر، أطلقت كل من Prada وBalenciaga وLouis Vuitton وFendi مجموعات ملابس التزلج خلال الفترة عينها:
التوقّع الخامس
دخول العلامات التجارية عالم الترفيه وصناعة المحتوى
يتجه المستهلكون إلى وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على محتوى ذي علامة تجارية بشكل أكبر، ويتنافس هذا مع منصّات البث مثل نتفليكس، فالمستقبل يتعلّق بالترفيه، حتى عندما يتعلق الأمر بالأزياء والعلامات التجارية الفاخرة.
ولعل ابرز ما يوضح هذا التوقّع، هو العرض الأول لـPharrell Williams لصالح Louis Vuitton الذي أقيم منذ بضعة أشهر. إذ حظي عرض فاريل ويليامز الأول للويس ڤويتون على 42 مليون دولار أميركي من قيمة التأثير الإعلامي MIV لمجموعة الرجال، وهي نسبة تتخطّى لأول مرّة أكبر عروض الأزياء النسائية.
أجل، فمفهوم الترفيه يتجاوز عالم الموضة المنعزل، وعرض فاريل ويليامز يُعدّ مثالًا رائعًا على ذلك.
مثال آخر على دخول العلامات التجارية عالم الترفيه، وهو بروز «ظاهرة باربي»، إذ حقّق فيلم باربي أكثر من 474 مليون دولار أميركي من قيمة التأثير الإعلامي MIV،خلال شهر يوليو وحده، متجاوزاً أحداث أسابيع الموضة الكبرى.
وهذا الأمر ينطبق كذلك على مهرجان «كان» السينمائي الأخير: إذ حقّق في عام 2023، 1.3 مليار دولار أميركي من قيمة التأثير الإعلامي MIV ، مقابل 731 مليون دولار أميركي لكلّ أسبوع من أسابيع الموضة لموسمي خريف وشتاء 2023، وهي أسابيع الموضة في باريس وميلانو ولندن ونيويورك.
كل هذه البيانات تُثبت ما يهتم به المستهلكون حقًا، ويجب أن يدفع هذا الأمر العلامات التجارية إلى إعادة التفكير في استراتيجياتها خلال عام 2024.
التوقّع السادس
العلامات التجارية الخاصة بمنتجات التجميل تظهر قوة وسائل التواصل الاجتماعي
بالنسبة إلى علامات التجميل، شكلت وسائل التواصل الاجتماعي نسبة 74 في المئة من إجمالي المحتوى الخاص بالجمال من قيمة التأثير الإعلامي MIV، مقارنة بنسبة 23 في المئة من المحتوى المتوفّر على الإنترنت و3 في المئة من المطبوعات من يناير إلى يونيو 2023.
ونظرًا لأن علامات منتجات التجميل تركّز الكثير من محتواها على قنوات التواصل الاجتماعي الخاصة بها، تمكّنت هذه العلامات من بدء محادثات مع عملائها، بينما لم يكن الأمر متاحاً من خلال المحتوى المنشور على الإنترنت أو عبر المطبوعات.
وهذه هي الطريقة التي رأينا بها العلامات التجارية الصغيرة والناشئة لمستحضرات التجميل، تنمو بشكل أسرع، لأنها تمتلك أيضًا القدرة على الانتشار بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي.
كما أدّت وسائل التواصل الاجتماعي إلى إضفاء الطابع الديمقراطي على معايير وطريقة تمثيل الجمال، إذ إننا نرى الآن أشخاصًا ذوي بشرة حقيقية، وخلفيات متنوّعة، وأنواع بشرة مختلفة، وهو أمر مثير للغاية، وهذا بفضل وسائل التواصل الاجتماعي وعلامات التجميل.
لذا على العلامات التجارية أن تكون مستعدة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة، وأن تستغلّ هذه الأدوات لإجراء محادثات مع المستهلكين وإيصال رسائل حقيقية لهم.
بيانات Launchmetrics توضح التأثير الإعلامي ومستقبل التسويق
كمحصّلة، تقدّم توقّعات أليسون برينجي المتعمّقة لعام 2024، لمحة مقنعة عن المشهد المستقبلي لصناعات الموضة والرفاهية والجمال. وتقف Launchmetrics في طليعة الحلول المبنية على البيانات.
يسلّط التوقّع الأول الضوء على التأثير المتزايد للشرق الأوسط، إذ تلعب وسائل الإعلام والإعلان في الشرق الأوسط دورًا محوريًا، وتوفّر المنطقة إمكانات غير مستغلة للعلامات التجارية التي تبحث عن مناطق جديدة.
ويتجلّى ذلك من خلال القيمة الكبيرة للتأثير الإعلامي التي تمّ توليدها خلال مهرجان «كان» السينمائي، مع تسليط الضوء على التغطية المتزايدة التي يقودها المشاهير في الشرق الأوسط.
ويتنبأ توقّع برينجي الثاني، العودة إلى تسويق العلامات التجارية، وهي فترة ما بعد وباء كورونا، حيث سيتم إعطاء الأولوية لإعادة التواصل مع المستهلكين من خلال مبادرات بناء العلامة التجارية والحملات الفريدة. وقد بدأ هذا التوجه في عام 2023 ، وتجلّى في أمثلة عدّة أبرزها: تعاون Tiffany and Co x Nike، وSkims x NBA، وعرض أزياء Dua Lipa x Versace، إذ تسلّط كل هذه التعاونات الضوء على نجاح الأفكار المبتكرة وغير التقليدية في توليد قيمة تأثير إعلامي ملحوظ.
هذا ويدور التوقّع الثالث حول تكامل الذكاء الاصطناعي لتبسيط العمليات التجارية وتعزيز الكفاءة. وتعمل Launchmetrics بالفعل على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في توضيح العلامة التجارية وتصنيف المنتجات، وهي تحقّق معدلات دقة مثيرة للإعجاب.
كما ويسلّط التوقّع الرابع الضوء على سوق الملابس الرياضية المزدهر، مع اتجاهات مثل الملابس الرياضية التي يمكن ارتداؤها إما للتمرين أو للاستعمال العام، وثقافة الأحذية الرياضية، والملابس الرياضية التقنية، التي تحظى بأهمية كبيرة.
يتطرّق التوقّع الخامس إلى ظهور المحتوى ذي العلامة التجارية، مع التركيز على زيادة أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في إشراك المستهلك. مثل عرض فاريل ويليامز في لويس ڤويتون وفيلم باربي، إذ إنّ هذه الأمثلة تؤكد على التحوّل نحو المحتوى الترفيهي، هي تتنافس مع منصات البث التقليدية.
وأخيرًا، يركز التوقّع السادس على قوة وسائل التواصل الاجتماعي بالنسبة لعلامات التجميل. إذ سمحت ديمقراطية معايير وطريقة تمثيل الجمال، التي سهلتها وسائل التواصل الاجتماعي، للعلامات التجارية الصغيرة أن تنمو بسرعة وتتواصل مع جماهير متنوّعة. وهذا يؤكد الأهمية بالنسبة للعلامات التجارية بعدم إستخدام وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة تسويقية فحسب، بل أيضًا للانخراط في محادثات عميقة ونقل الرسائل الحقيقية التي يتردّد صداها مع المستهلكين.
ومع انتقالنا إلى عام 2024، تُعدّ هذه التوقّعات بمثابة رؤى قيمة لمحترفي الصناعة، إذ عليهم تبنّي الابتكار، وإعطاء الأولوية لبناء العلامة التجارية، والاستفادة من الذكاء الاصطناعي، والاستفادة من الأسواق الناشئة، واستكشاف أوجه التعاون غير التقليدية، والتفاعل بشكل حقيقي مع المستهلكين من خلال المنصة الديناميكية لوسائل التواصل الاجتماعي.
هذا ويتطلّب المشهد المتطوّر القدرة على التكيّف والإبداع والفهم الشديد لتفضيلات المستهلك، ما يمهّد الطريق لعام مثير وتحويلي في عالم الموضة والرفاهية والجمال.