20 عاماً من النجومية المطلقة مي عز الدين تستعد لرمضان 2021
من أول إطلالة لها حجزت مي عزّ الدين لنفسها مكاناً بين نجوم الصفّ الأول فـي السينما المصرية.
فعلى الرغم من كونها لم تتخصّص فـي التمثيل، إلا أنها تألقت بدور البطولة بنجاح فـي أول مشاركة لها فـي عالم السينما من خلال فـيلم «رحلة حب» لتتوالى بعدها النجاحات التي سلّطت الضوء على موهبة مي الإستثنائية على مدى 20 عاماً من التميّز، أدت خلالها أدوارًا غنية ومتنوعة من راقصة، الى فتاة بدينة، الى فتاة مسترجلة، الى عجوز مشاكسة، الى فتاة القرية البريئة والقوية على السواء.
حصلت على جائزة «أفضل ممثلة»، عن دورها فـي مسلسل «رسايل» عام ٨١٠٢، من مجلة «در غيست»؛ وعلى جائزة أفضل دور نسائي، من مجلة «شروق»، عن دورها فـي مسلسل «قضية صفـية».
كما ظهرت مراراً فـي مجلات دولية مثل»فوغ» الأميركية، و»إيل» الفرنسية، فـي نسختيهما العربية.
وهي إذ تعترف بأن لكل شيء نهاية، وبأن ظروف الحياة غالبًا ما تفرض نفسها على مسارات الأشخاص والمجتمعات، فإنها تبدو، فـي الواحدة والأربعين من عمرها، مليئة بالحيوية، ومتلهفة للإستمرار فـي عطائها الفني، وهذا ما أثبتته فـي مسلسلها الناجح الأخير «خيط حرير»، بالرغم من جميع الظروف الضاغطة المحيطة. . .
مرّة جديدة لفتت مي الأنظار الى موهبتها التمثيلية فـي مسلسل «خيط حرير» الذي نالت عنه لقب أفضل ممثلة لعام 2021 تبعاً لاستفتاء أجراه برنامج عرب وود . وقد عُرض هذا المسلسل الذي كان من المقرّر عرضه فـي رمضان الفائت فـي شهر نوفمبر بسبب التأخير الذي فرضته إجراءات الوقاية من كوفـيد 19. علماً أنه يتألف من 35 حلقة، وهو من تأليف محمد سليمان عبد المالك، وإنتاج شركة «سينرجي»، وإخراج إبراهيم فخر.
وتؤدي مي دور البطولة فـيه، بدور مسك، الفتاة الفقيرة الطيبة القلب، التي تقع فـي غرام رجل أعمال يدعى حازم دويدار، يغدر بها ويتركها، إلا أنها تصبح غنية بعد سنوات، فتسعى بشخصية أكثر قساوة، للانتقام منه، ولو ببعض التردّد، وهو سيضطر لبيع النصيب الأكبر فـي شركته لشريك آخر. يقوم الممثل اللبناني نيقولا معوض بدور حازم، الى جانب محمود عبد المغني، ومي سليم، وسوسن بدر، وهنادي مهنا، وغيرهم. وقد لاقى المسلسل وحسن تمثيلها على السواء، الكثير من الاستحسان والتفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي.
إلا أن غياب مي عن السباق الرمضاني لن يتكرّر هذا العام إذ فاجأت عز الدين جمهورها بتحضيراتها لمسلسل تشارك به خلال موسم رمضان المقبل فـي اللحظات الأخيرة، على أن يبدأ تصويره خلال الفترة المقبلة، ويتكتم صنّاع المسلسل على كافة التفاصيل ولكن من المقرّر أن يفصحوا عن اسمه وموعد بدء التصوير خلال أيام.
ممثلة بالفطرة
مي عز الدين ممثلة مصرية من مواليد إمارة أبو ظبي، بتاريخ ٩١ يناير ٠٨٩١، عادت مع والدتها لتستقر فـي مصر، عندما كانت فـي الرابعة من العمر. إسمها الكامل، وفقًا لقيود والدتها، ماهيتاب حسين عز الدين. وكانت تنادى تحببًا «ميكا»، إلا أنها آثرت إعتماد الإسم الذي إتفق على إطلاقه عليها فـي أول إطلالة سينمائية لها فـي فـيلم «رحلة حب».
طلب منها عندما كانت فـي المراحل الدراسية الأولى، تقديم كلمة حفلات التخرج؛ وترأست فرقة مسرح مدرستها عندما كانت فـي «كلية النصر للبنات» فـي الإسكندرية، التي كانت تدعى سابقًا «إنكليش غيرلز سكوول».
لم تتابع دراسات جامعية متخصصة فـي التمثيل بالذات، إذ نالت إجازة علم الإجتماع من كلية الآداب فـي جامعة الإسكندرية. إلا أنها إنجذبت الى الفن منذ طفولتها، وأصبحت من نجومه.
حياتها الأسرية والشخصية
والدها رجل أعمال يدعى حسين عز الدين، مقيم بصورة رئيسية فـي إمارة أبو ظبي، ووالدتها من أتباع الديانة المسيحية، تحبها كثيرًا، وتعتمد عليها فـي إدارة حياتها الفنية والشخصية.
ومع ذلك، فقد نشأت على ديانة والدها كمسلمة، بتشجيع من والدتها بالذات، حيث أنها كانت تحثها دائمًا وتلزمها عند الإقتضاء، على الإلتزام بفرائض الصلاة.
لا تتحدث كثيرًا عن والدها، الذي إنفصل عن والدتها عندما كانت لا تزال طفلة فـي الثالثة من عمرها؛ ولديها أخت غير شقيقة، تدعى هبة جبر، هي تحديدًا «إبنة إمرأة بابايا» كما تقول، أي إبنة زوجة والدها الثانية، تكبرها بأكثر من سنتين، وترتبط معها بعلاقة محبة كبيرة؛ وخال، هو رؤوف نصري، رسام الكاريكاتور المعروف فـي مجلتي صباح الخير وروز اليوسف. . .
لم ترتبط بعقد زواج لغاية تاريخه. فـي المقابل، سبق أن وقعت فـي الحب، وعقدت خطوبتها عام ٩٠٠٢ مع لاعب كرة القدم المصري المعروف محمد زيدان. إلا أن الإرتباط لم يدم، وانفصلا بصورة حبية بعد أربعة أشهر، لإختلاف فـي العقلية والنظرة الى الأمور، الذي كان يترجم بشجارات متكررة، إضافة لتعلقها بفنها وبعملها فـي مصر.
تعترف من جهتها، بأنها تتمتع بشخصية صعبة ومزاجية بعض الشيء، علمًا بأن رقة وعذوبة محياها يوحيان بالهدوء والصفاء. وهي تقول بأنها تحلم كأي فتاة أخرى بالحب والزواج والأمومة، شرط أن يكون الأرتباط مع الشخص المناسب.
مسيرتها الفنية
حبها للتمثيل دفعها للطلب من صديق العائلة المخرج منير راضي، أن يعرّفها على المخرج محمد النجار، سعيًا للمشاركة فـي الفـيلم الذي كان يشرف على إخراجه، من بطولة المطرب الشعبي والممثل محمد فؤاد، بعنوان «رحلة حب»، خاصة وأن فؤاد كان يبحث عن وجه جديد لمشاركته البطولة. فنجح المسعى لديه، كما نجحت فـي الاختبار، وإكتسبت الخبرة والشهرة من جراء ذلك، وكانت فـي الواحدة والعشرين من العمر.
أعمالها
شاركت بالتمثيل بأدوار مختلفة، فـي العديد من الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية المصرية، التي باتت تفضلها على السينما على ما يبدو، وحقّقت فـيها نجاحات أكبر ربما، وأبرزها التالي:
الأفلام السينمائية
- رحلة حب، عام ١٠٠٢، كما أشرنا، بدور «مي»، الى جانب محمد فؤاد بدور البطولة، وأحمد حلمي بدور رمزي، وهي تعتبر نفسها محظوظة لأنها أطلت كبطلة من أول ظهور سينمائي لها.
- كلم ماما، بدور داليا عام ٣٠٠٢، الى جانب عبلة كامل، وحسن حسني، ومنة شلبي
- فرح، للمخرج أكرم فريد، بدور شكرية، الى جانب أحمد هارون. وهي تعتبر أن دورها فـي هذا الفـيلم من أفضل الأدوار، بالرغم من عدم تحقيقه النجاح الكامل.
- كيمو وأنتيمو، بدور سامية، عام ٤٠٠٢.
- بوحة، بدور كته، عام ٥٠٠٢، مع حسن حسني، ومحمد سعد.
- الفـيلم الكوميدي أيظن عام ٦٠٠٢، للمخرج أكرم فريد، بأدوار عفت ونسمة وزبدة، الى جانب حسن حسني، وعزت أبو عوف. . .
- خيانة مشروعة، بدور ريم، فـي العام نفسه. . .
- عجميستا، بدور عبير، من بطولة خالد أبو النجا، الى جانب ريهام عبد الغفور، عام ٢٠٠٧.
- شيكامارا، فـي العام نفسه، بدورشيكامارا سائقة الميكروباص، وشبيهتها الثرية جايدة.
- عمر وسلمى، فـي ثلاثة أجزاء، أعوام ٧٠٠٢ و٩٠٠٢ و٢١٠٢، بدور سلمى، حققت فـيه الكثير من النجاح وشهرة واسعة، الى جانب تامر حسني، وعزت أبو عوف، ولاميتا فرنجية. . . وهو فـيلم يشتمل على أنواع الكوميديا والدراما والفكاهة والمواضيع الخاصة بالشؤون العائلية والنجاح والفرح.
- حبيبي نائما، بدور نسمة، عام ٨٠٠٢، الى جانب خالد أبو النجا، وحسن حسني، وعزت أبو عوف. . .
- اللمبي ٨ جيغا، بدوري نجلاء و نوجه، عام ٠١٠٢، الى جانب محمد سعد بدور زوجها المحامي الفقير اللمبي، وحسن حسني.
- جايم أووفر، بدور ندى، عام ٢١٠٢، الى جانب يسرا، وعزت أبو عوف.
- الفلوس، عام ٩١٠٢، من تأليف وبطولة تامر حسني، تظهر فـيه كضيفة شرف، الى جانب أحمد السقا. . .
المسلسلات التلفزيونية
- أين قلبي، للمخرج مجدي أبو عميرة، قامت فـيه بدور فرح، إبنة الفنانة يسرا»، التي اختارتها لهذا الدور عام ٢٠٠٢، الى جانب حسن حسني، ومنة شلبي، فحصدت الكثير من الإعجاب.
- الحقيقة والسراب، تألقت فـيه ببراعة بدور منال بشخصية إبنة فـيفـي عبده، عام ٣٠٠٢، مع فـيفـي عبدو ويوسف شعبان.
- محمود المصري، بدور ياسمين.
- يا ورد مين يشتريك، بدور شيرويت، الى جانب سميرة أحمد، وحسين فهمي، بدوري البطولة.
- لقاء على الهواء، بدور شهد، عام ٤٠٠٢، الى جانب يسرا.
- بنت بنوت، بدور نوارة، عام ٦٠٠٢، الى جانب حسن حسني، وريهام عبد الغفور.
- رجل وست ستات، عام ٢٠١٠، فـي عدة أجزاء، من بطولة أشرف عبد الباقي، الذي عليه التعامل مع شطحات زوجته، وشراسة شقيقته، وشقاوة إبنته، ومع إخت زوجته، وحماته، وتقوم فـيه بدور ضيفة شرف.
-قضية صفـية، بدور الفتاة الريفـية البسيطة صفـية، عام ٠١٠٢.
- آدم، بدور نانسي، عام ١١٠٢، مع تامر حسني.
- الشك، بدور وسيلة، عام ٣١٠٢، قامت فـيه بدور البطولة، الى جانب الفنان الكبير حسين فهمي وصابرين ومكسيم خليل ورغدة».
- دلع بنات، من إخراج شيرين عادل، تقوم فـيه بدور كوريا الفتاة التي تنتمي الى الطبقة الشعبية، وقد عرض فـي موسم شهر رمضان عام ٤١٠٢، مع كندة علوش بدور هايدي التي تنتمي للطبقة البورجوازية، حول الفوارق الطبقية ومفارقاتها الكوميدية أحيانًا فـي المجتمع. وأدّت خلال المسلسل أغنية «ولع» برقص متناغم مع سعد الصغير الذي يقوم بدور سوكا.
- حالة عشق، بدور ملك وعشق عام ٥١٠٢، الذي كان من أكثر مسلسلاتها متابعة، بمناسبة موسم شهر رمضان المبارك، وكانت أغنية التيتر فـيه للمغنية نانسي عجرم، التي تعتبرها مطربتها المفضلة. كما أن مجلة فوغ، أضاءت عليها وعلى هذا المسلسل، فـي عددها لشهر مايو ٥١٠٢.
- وعد، بدور وعد، عام ٦١٠٢، الى جانب أحمد صلاح السعدني، وحسن حسني، وكارمن لبّس.
- رسايل، عام ٨١٠٢، بدور هالة، الذي أدته بنجاح، الى جانب الممثلة الشابة ندى سمير فقيه، بدور جيهان، التي قالت عنها أنها بمثابة «بنوتتها فـي الفن». . .
- المسلسل الكوميدي البرنسيسة بيسة، للمخرج أكرم فريد، عام ٩١٠٢، بشخصية بيسة، بالإضافة الى شخصية الجدة المتسلطة سكسكة، بالرغم من صعوبة مثل هذا الأداء المزدوج، الى جانب بوسي ومحمد أنور، ناقشت فـيه بصورة نقدية إشكاليات التعليم المصري الخاص. هذا، وقد قوبل المسلسل بمزيج من التقدير والانتقاد. وقد ردّت سبب تجسيدها لشخصية عجوز مشاكسة بالقول، إنه سبق لها أن قدّمت أدوارًا راقصة، وهندية ويابانية، وفتاة بدينة وفتاة مسترجلة، لذا فهذا الدور جاء إستكمالاً للتنوّع فـي تجسيد الشخصيات، بالرغم من ما إستوجبه ذلك من كثرة ماكياج وجهد، وصعوبة الظهور على الشاشة بشكل إمرأة عجوز قد لا يتقبله جمهور المعجبين. وأضافت أنه سبق لها أن مثلت سابقًاً فـي الكثير من الأدوار، التي تظهر فـيها كأمرأة طيبة، أو رومانسية، أو مظلومة، وأنه لا بدّ من الظهور بأوجه أخرى، حتى بدور الشريرة، للفت الانتباه باستمرار.
- مسلسل خيط حرير الذي عُرض فـي نوفمبر 2020
الأغاني
دون أن تكون محترفة لفن الغناء، قدمت مي خلال مسيرتها الفنية عدة أغنيات، بصوتها وبأداء إستعراضي راقص أحيانًا، نال إعجاب المشاهدين. يذكر منها أغنية فـيلم «أيظن» مع المغني عماد بعرور عام ٦٠٠٢، وأغنية فـيلم «شيكامارا» فـي ديو ثنائي مع الممثل إدوارد فؤاد عام ٧٠٠٢، وأغنية «حقي برقبتي» فـي فـيلم «جايم أووفر» مع النجمة يسرا عام ٢١٠٢، وأغنية «ولع» مع سعد الصغير فـي مسلسل «دلع بنات» عام ٤١٠٢، وشارة مسلسل «البرنسيسة بيسة» عام ٩١٠٢.
شخصية غنية وجريئة
تقول بأنها تعشق السفر، الذي يبدو كهوايتها الأبرز، مع تفضيلها بأن تكون وجهة الرحلة، أكانت داخل مصر أو خارجها، مكانًا مطلاً على البحر.
وهي تهوى كذلك التطريز، وأشغال الأبرة، والرسم الذي مارسته منذ الصغر، ولا سيما صور البورتريه، وقد قامت فـي هذا السياق، بتطريز بورتريه الممثلة الكبيرة شادية. ولها ميل لوضع وشم على أنحاء مختارة من جسمها، ولا سيما على معصمها وكتفها. . .
وفـي مجال آخر تهتم بتربية الحيوانات الأليفة، ولا سيما الكلاب، وقد قامت بتربية ما مجموعه سبعة عشرة كلبًا من مختلف الأجناس والأشكال، وهي تحب الكلاب بسبب وفائهم وإخلاصهم.
وتتميز مي بحبها للظهور على وسائل الإعلام بدون أي ماكياج ومستحضرات تجميل، وكانت تعبّر دوماً عن انزعاجها من شكل أنفها ورغبتها فـي إجراء جراحة تجميلية، وهذا ما أقدمت عليه فعلاً، عام ٧١٠٢، بالرغم من عدم تشجيع والدتها لها على هذا الأمر، وقد إعتذرت منها علنًا، عن عدم إبلاغها مسبقًا بقرارها.
وهي على تواصل مع متابعيها ومحبيها على بعض حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي، ما عدا فترة إنقطاع قصيرة فرضتها على نفسها عام ٠٢٠٢؛ ويسعدها ما يدوّن من علامات تقدير ومحبة تجاهها، ولا تكترث فعلاً بما قد يطاولها من إنتقادات غير موضوعية.
أما عن القراءة فتعترف مي بأبها لا تخصص ما يلزم من الوقت للقراءة والتمحص فـي التفاصيل، لأنها لا تحب ذلك، فهي تعتمد كثيرًا على مراقبتها وتقييمها للأمور، وعلى ما تمنحه الحياة لها من خبرة.
وفـي هذا السياق، فهي لا تناقش، لا بل لا تتحدث على الإطلاق بالمسائل التي لها علاقة بالدين، أو بالسياسة، أو بكرة القدم، ليس لأنها لا تهتم بهذه المواضيع الأساسية، بل لأن الكثير من الأشخاص والمجموعات لا يتحملون النقاش بهذه المواضيع، ولا الإستماع الى الرأي الآخر، وغالبًا ما يلجأوون الى أساليب التخاطب التصادمي والاتهامات الجارحة.