مقتطفات من الشعر العربي القديم والحديث
إمرؤ القيس- العصر الجاهلي
الوقوف على الأطلال
قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلِ
بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُول فَحَوْمَلِ
فَتُوْضِحَ فَالمِقْراةِ لمْ يَعْفُ رَسْمُها
لِمَا نَسَجَتْهَا مِنْ جَنُوبٍ وشَمْألِ
…
كَأنِّي غَدَاةَ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلُوا
لَدَى سَمُرَاتِ الحَيِّ نَاقِفُ حَنْظَلِ
وُقُوْفًا بِهَا صَحْبِي عَليَّ مَطِيَّهُمُ
يَقُوْلُوْنَ: لا تَهْلِكْ أَسًى وَتَجَمَّلِ!
وإِنَّ شِفائِيَ عَبْرَةٌ مُهْرَاقَةٌ
فَهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دَارِسٍ مِنْ مُعَوَّلِ؟!
…
فَفَاضَتْ دُمُوْعُ العَيْنِ مِنِّي صَبَابَةً
عَلَى النَّحْرِ حَتَّى بَلَّ دَمْعِيَ مِحْمَلِي
جميل بن معمر المعروف بـ”جميل بثينة”، إسم إبنة عمه وحبيبته
العصر الأموي
وقالوا: بهِ داءٌ عَياءٌ أصابه،
وقد علمتْ نفسي مكانَ دوائيا
أمضروبة ٌ ليلى على أن أزورَها
ومتخذٌ ذنباً لها أن ترانيا؟
هي السّحرُ، إلاّ أنّ للسحرِ رُقْية ً
وإنيَ لا ألفي لها، الدهرَ، راقيا
…
أُحِبّ من الأسماءِ ما وافَقَ اسمَها
وأشبههُ، أو كانَ منه مدانيا
وددتُ، على حبِّ الحياة ِ، لو أنها
يزاد لها، في عمرها، من حياتنا
…
وأنتِ التي إن شئتِ أشقيتِ عيشتي
وإنْ شئتِ، بعد الله، أنعمتِ بالِيا
…
أبو الطيب المتتبي- العصر العباسي
إذا رَأيْتَ نُيُوبَ اللّيْثِ بارِزَةً
فَلا تَظُنّنّ أنّ اللّيْثَ يَبْتَسِمُ
وَمُهْجَةٍ مُهْجَتي من هَمّ صَاحِبها
أدرَكْتُهَا بجَوَادٍ ظَهْرُه حَرَمُ
رِجلاهُ في الرّكضِ رِجلٌ وَاليدانِ يَدٌ
وَفِعْلُهُ مَا تُريدُ الكَفُّ وَالقَدَمُ
وَمُرْهَفٍ سرْتُ بينَ الجَحْفَلَينِ بهِ
حتى ضرَبْتُ وَمَوْجُ المَوْتِ يَلْتَطِمُ
الخَيْلُ وَاللّيْلُ وَالبَيْداءُ تَعرِفُني
وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَمُ
…
الشاعر العراقي معروف الرصافي- عصر النهضة
في وصف كرة القدم
قصدوا الرياضة لاعبين وبينهم
كرة تراض بلعبها الاجسام
وقفوا لها متشمرين فألقيت
فتعاورتها منهم الأقدام
يتراكضون وراءها في ساحة
للسوق معترك بها وصدام
رفسًا بأرجلهم تساق وضربها
بالكف عند اللاعبين حرام
ولقد تحلق في الهواء، وإن هوت
شرعوا الرؤوس فناطحتها الهام
وتخالها حينًا قذيفة مدفع
فتمرّ صائتة لها إرزام
ولربما سقطت فقام حيالها
للضرب عبل الساعدين همام
فتخالها وتخاله كفريسة
سقطت، فزمجر دونها الضرغام
لا تستقر بحالة فكأنها
أمل به تتقاذف الأوهام
تنحو الشمال بضربة فيردها
نحو الجنوب ملاعب لطام،
وتمرّ واثبة على وجه الثرى
مرًا كما تتواثب الآرام
وتدور بين اللاعبين فمحجم،
عنها، وآخر ضارب مقدام
راضوا بها الأبدان بعد طلابهم
علمًا تراض بدرسه الأفهام
إن الجسوم إذا تكون نشيطة
تقوى بفضل نشاطها الأحلام