أول سائقة سباقات سعودية فـي الفورمولا 3 ريما الجفالي «تواجهني الكثير من التحديات أحاول تجاوزها والتغلب عليها»
على الرغم من دخولها حديثاً الى عالم السباقات، إلاّ أن سائقة سيارات السباق السعودية ريما الجفالي استطاعت أن تلفت الأنظار الى أدائها، كيف لا وهي أول سائقة سباقات سعودية فـي منافسات بطولات سباقات السيارات الأحادية المقعد، وهي تطمح الى إنهاء سباقها القادم المنتظر فـي شهر يونيو على حلبة سيلفرستون ضمن المراكز العشرة الأولى.
لا يبدو شيئاً صعباً على هذه الشابة التي انضمت أخيراً إلى منافسات بطولات سباقات السيارات الأحادية المقعد، لتكون أول سائقة من المملكة العربية السعودية فـي سباق فورمولا 3، وخاضت مشاركتها فـي الجولة الافتتاحية من بطولة بريطانيا بي آر دي سي، علماً أنها لم تتجاوز الـ29 من عمرها.
سعي دائم نحو الأفضل
قدّمت هذه السائقة الشابة، أداءً قويًا خلال سباقها الأول ضمن موسم 2021 على حلبة براندز هاتش التي شهدت أول حضور لها فـي البطولة. وهي الآن على أتم الاستعداد للانتقال بالمنافسة إلى المستوى التالي.
وتشرح ريما: «كانت العودة إلى منافسة السباقات أمرًا رائعًا. كما أضفى حضور المشجعين وتواجدهم مزيدًا من الخصوصية إلى أجواء عطلة أسبوع السباق بأكملها، وسادت أجواء الحماس والتشويق إذ كان الجميع يترقبون انطلاقة الموسم بفارغ الصبر».
وتابعت: «كانت هذه عطلة أسبوع السباقات الأولى، وكان التركيز فـيها بالدرجة الأولى على العودة إلى أجواء السباقات ذهنيًا وبدنيًا، إذ تفرض المنافسة على كامل مسار حلبة براندز هاتش تحديًا كبيرًا، وخاصة عند الأخذ بعين الاعتبار الفترة المحدودة للاختبارات، كما زاد من صعوبة الأمر إقامة هذه الاختبارات فـي أجواء ماطرة. أنا سعيدة بالنتيجة، ولكنني أسعى دائمًا إلى تقديم الأفضل. أحظى بدعم كامل من الفريق، وأعمل على اكتساب المعارف والخبرة باستمرار والاستفادة من الإيجابيات التي تقدمها كل تجربة».
وأردفت: «سررت بحضور عائلتي وأصدقائي وتواجدهم بجانبي، وهذا أمر هام بالنسبة إلى، وأنا الآن أتطلع لحضور والديّ فـي السباقات المقبلة. تمدني عائلتي وأصدقائي بدعم معنوي لا أستغني عنه».
تكسر الصورة النمطية لسباقات السيارات
باعتبارها السائقة الوحيدة ضمن صفوف المنافسين على لقب هذه البطولة، تستقطب مشاركة الجفالي وأداؤها فـي البطولة اهتمامًا واسعًا، وهي بطبيعة الحال سعيدة بدورها فـي كسر الحواجز ضمن هذه الرياضة التي لطالما سيطر عليها العنصر الرجالي.
وفـي هذا الصدد تقول ريما: «تواجهني الكثير من التحديات وأحاول تجاوزها والتغلب عليها، إذ يحاول بعض السائقين اختبار مدى قدرتي ومهارتي على مسار السباق، ومقدار الضغوطات التي أتحملها خلال المواجهات المباشرة، التي اعتبرها من الأمور العادية التي يتعرض لها كافة المتسابقين بغض النظر عن الجنس. أنا واثقة من قدرتي العالية على المنافسة والتعامل مع كافة الضغوطات والتحديات خلال السباق».
وأضافت: «فـي بعض الأحيان وفـي أثناء تجولي فـي منطقة البادوك أشعر بمقدار التباين بيني وبين الآخرين، ولكن ذلك لم يمثل مشكلة بالنسبة إلي أبدًا. وإن كنت أساهم فـي تغيير الآراء فـي هذا المجال، فهذا الأمر جيد بالطبع».
شغف القيادة منذ الطفولة
وُلدت الجفالي ونشأت فـي مدينة جدّة. عندما كانت طفلة كانت تهتم بالسيارات والرياضة بشكل عام. وفـي ذاك الوقت كانت القيادة ممنوعة للمرأة فـي السعودية، وكان اهتمامها غريبًا نوعًا ما.
أكملت تعليمها الابتدائي فـي المدرسة البريطانية الدولية فـي جدّة. لتتابع دراساتها العليا فـي الشؤون الدولية فـي جامعة نورث إيسترن فـي الولايات المتحدة الأميركية عام 2010.
بعد تخرّجها حصلت الجفالي على رخصة قيادة بعد اجتيازها اختبار القيادة فـي الولايات المتحدة. أما أول رخصت سباق لها فحصلت عليها فـي سبتمبر 2017، بعد أن تم السماح بقيادة المرأة فـي السعودية بنجاح. جاء أول سباق لها كمتسابقة مُحترفة فـي أكتوبر 2018 وسجلت فوزها الأول فـي ديسمبر 2018.
مسيرة واعدة
فـي أبريل 2019، مثّلت الجفالي المملكة العربية السعودية ببطولة F4 البريطانية فـي براندز هاتش والتي كانت أيضًا أول ظهور لها فـي حدث سباق تنافسي فـي بطولة F4 البريطانية.
فـي 22 نوفمبر 2019، أصبحت أول امرأة سعودية تتنافس فـي مسابقة دولية فـي المملكة العربية السعودية. شاركت كذلك فـي سباق السيارات الكهربائي بالكامل 2019-20 Jaguar I-Pace eTrophy كسائقة VIP.
أما عام 2021 فشهد انضمام هذه السائقة الواعدة إلى فريق دوغلاس موتورسبورت لتشارك فـي بطولة فورمولا3 بريطانيا بي آر دي سي، وبعد مشاركتها فـي الجولة الأولى من السباقات المشوقة، فإنها على أتم الاستعداد للانتقال بالمنافسة إلى المستوى التالي.
أهداف طموحة وواقعية
عند الحديث عن الطموحات والأهداف نجد أن ريما قد حدّدت لنفسها أهدافًا طموحة وواقعية فـي الوقت ذاته لكل من المدى القريب والبعيد، وبفضل الدعم الكبير الذي يقدمه لها مشجعوها فـي المملكة، فإنه من غير الممكن التقليل من قدراتها وإمكاناتها: «أفكر فـي كل سباق على حدة، ويتمثل هدفـي الآني بإنهاء السباق ضمن قائمة المتسابقين العشرة الأوائل، وأسعى للمحافظة على ذلك طيلة الموسم».
ثم تابعت: «وبعد ذلك، فإنني أتطلع لإنهاء السباق فـي المرتبة السادسة على الأقل، وآمل أن أصعد منصة التتويج خلال إحدى مراحل المواسم. يتجلى الأمر الأهم بتحقيق تقدم ثابت واستغلال الفرص المتوفرة وبذل قصارى الجهد على مسار السباق وأنا عازمة على تحقيق أفضل النتائج خلال هذا الموسم».
واختتمت ريما بتوجيه الشكر والتقدير لمشجعيها فـي المملكة، قائلة: «تعيش المملكة فترة رائعة، وأنا فخورة بمشاركتي فـي هذه المسيرة، كما أنني سعيدة جدًا باهتمام المشجعين فـي السعودية بتشجيعي وتقديم الدعم لي فـي المنافسات التي أخوضها».