ريشار أورلينسكي «في معظم مجالات العمل المال هو الملك ولكن في عالم الفن هناك الغرور والإعتداد بالنفس»
لا شك في أن محبي السفر والإستكشاف قد إستوقفتهم منحوتة الغوريلا الضخمة «Wild Kong» على جادة «لا كروازيت» في مدينة «كان»، أو منحوتة التماسيح تحت شمس حي ميامي للتصميم Miami Design District، أو حتى الدبّ بطول خمسة أمتار على منحدرات كورشوفيل المكسوّة بالثلوج، فمن الصعب جداً عدم ملاحظة هذه المنحوتات الفريدة بتصميمها وألوانها الجريئة ولكن هل تعرفون من يقف وراءها؟
إنه الفنان ريشار أورلينسكي الذي قرّر في العام 2004 التفرّغ للفن، وبفعل إنغماسه في ثقافة الـPop Culture، إبتكر الفنّان عالمًا ملونًا من وحي أكثر الحيوانات وحشية والأشياء الشهيرة التي طبعت زمنها.
ولا يتوقف شغف أورلينسكي الفنيعند النحت فهو يسعى دوماً لإستكشاف مجالات متنوّعة من الموسيقى الى العروض المباشرة وأخيراً التصميم إذ صمم ساعات رائعة لدار هوبلو .
يُبدع ريشار أورلينسكي بشغف إنطلاقًا من رغبة في إتاحة الفنّ أمام الجميع، وقد تعيّن عليه إجتياز عقبات كثيرة، كما أنّه دأب على بذل أقصى ما لديه والتجدّد بشكل مستمرّ. يُشار إلى أنّ رغبته في تعميم الفنّ تتجسّد كذلك في الحاجة إلى إثارة إستجابة إنفعالية فورية من الكبار والصغار على حدّ سواء. في منأى عن إملاءات ساحة الفنّ المعاصر، تعبّر أعمال هذا الفنّان عنه!
يمكن القول إنّ هذا النحّات، العاشق للفنّ بكلّ أشكاله، يسعى إلى القضاء على الأفكار المسلّم بها ولا يتردّد أبدًا في الجمع بين أشكال مختلفة من التعبير الفنّي.
وبدافع من رؤيته العالمية الشاملة، فهو يهوى إستكشاف مجالات متنوعة: النحت، التصميم، الموسيقى، العروض المباشرة…
ويتميّز أسلوب أورلينسكي بالألوان الزاهية والأشكال الحيوانية بتصاميمها المتعدّدة الوجيهات من طراز الـPop Art وتعرض أعماله في أكثر من ٠٩ صالة عرض في فرنسا وخارجها، وهو الفنان الفرنسي الأكثر مبيعًا في العالم منذ عام ٥١٠٢ حسب موقع Art Price.
أورلينسكي في عالم الساعات
خلال معرض جنيڤ للساعات في نسخة العام 2019 تفاجأ محبو الفن والساعات بطرح دار Hublot لساعة كلاسيك فيوجن أورلينسكي وساعة كلاسيك فيوجن آروفيوجن كرونوغراف أورلينسكي رَد ماجيك التي تمّ إطلاقها في إصدار محدود بـ200 قطعة وهي تشع بحيوية السيراميك الأحمر الخاص بدار هوبلو، لون الحياة والشغف، وتستحضر منحوتة بورن وايلد كروكودايل، أول منحوتة لريشارد اورلينسكي.
وساعة كلاسيك فيوجن توربيّون اورلينسكي الجديدة التي تظهر ابداعاً أقرب الى منحوتة، بينما تكشف علبتها الواسعة الثلاثية الأبعاد المصنوعة من الزفير أو ذهب كينغ غولد أو السيراميك الأسود، عن آلية ميكانيكية تعبّر عن الحداثة في كل أوجهها.
فنان شغوف
للتعرف أكثر على هذا الفنان الشامل، الجريء والشغوف
كانت لنا معه هذه المقابلة.
في العام ٤٠٠٢ قرّرت تخصيص كل وقتك لفنّك، أخبرنا عن هذه الخطوة؟
الخطوات الأولى كانت صعبة لأنني لم أكن في المراكز المفصلية للتركيبة الأساسيّة للعالم الفني. لكنني لم أكن سعيداً في حياتي وكنت أعلم أنني لست في المكان الصحيح، لذا كان عليّ أن أقدم على التغيير. اليوم ليس لدي ما أندم عليه. كانت هناك تعقيدات كثيرة ولكن لم أكن فخوراً بما أقوم به. أتذكر جيداً عندما كنت أجد صعوبة في إخبار الناس عن طبيعة عملي خلال حفلات العشاء، فلم أكن أبداً مرتاحاً بعملي. غير أن أحلامي وطموحاتي كانت من دون حدود، وقد كانت لدي فكرة واضحة عما أريد الوصول إليه. وللتقدّم في أي مجال في الحياة عليك تحديد هدفك والعمل على تحقيقه. في معظم مجالات العمل المال هو الملك ولكن في عالم الفن هناك كذلك الغرور والإعتداد بالنفس.
ما هي أهم التحدّيات التي واجهتها خلال المرحلة الإنتقالية وكيف تغلّبت عليها؟
غالباً ما كنت أردّد أمام أصدقائي أنني لن أبقى رجل أعمال الى الأبد، لكنني لم أكن أفكر فعلياً بالموضوع. وقد إستغرق مني الموضوع الكثير من الوقت والتفكير للقيام بالتغييرات التي أريدها. فعندما تكون إنساناً ناضجاً يكون لديك الكثير من الإلتزامات التي تدفعك للتفكير بأن الوقت قد فات على تحقيق أحلامك.
ولعل التحدّي الأصعب كان القيام بهذا التحوّل في حياتي والبدء من الصفر دون التقصير بمسؤولياتي تجاه عائلتي.
ما هي النصيحة التي تسديها للأشخاص الذين يطمحون الى ترك العمل الإداري والمؤسساتي ليصبحوا فنّانين؟
لا تفكر يوماً أنه عليك البقاء في الطريق نفسه الذي تمشي عليه للأبد لمجرد أنك رجل راشد وتترتب عليك الكثير من المسؤوليات، يجب أن تكون مستعدّاً دائماً للعمل على تحقيق أحلامك حتى لو فشلت لمرات عديدة، عليك المحاولة دائماُ، أما النصيحة الأهم فهي ألا تخاف من أفكارك ومن طروحاتك .
على الإنسان أن يتّبع حدسه وإلهامه دائماً، كما عليه الإيمان بقدرته على تحقيق أحلامه.
أخبرنا عن آلية الإبتكار التي تنتهجها؟
إن الوقت المطلوب لإبتكار فكرة أو مشروع يختلف من حالة الى أخرى، ويرتبط ذلك بطبيعة المواد التي نعمل عليها وحجم النحت ومتطلّباته. كما أن لبعض الزبائن طلبات خارجة عن المألوف يتطلّب تنفيذها وقتاً إضافياً.
إن الإبتكار هو طريق طويل، في الأساس يجب أن نفكّر بما نريد ثم نبتكر وقد تكون هذه المرحلة هي الأطول خاصة عندما نقرّر التركيز على فكرة واحدة وتنفيذها بينما يكون في ذهنك مئات الأفكار.
وأنا لا أضع أي حدود لأفكاري فأنا أتخيل كيف ستكون القطعة التي أريدها وما هو حجمها والمادة التي يجب أن تصنع بها ثم أفكر كيف أنفذها وأنا لم أتوانى يوماً عن تنفيذ فكرة لمجرد أنها تبدو مستحيلة … فهناك دائماً طريقة.
الحيوانات هي من دون شك، عامل أساسي في أفكارك وابتكاراتك، لماذا؟
أول قطعة إبتكرتها كانت تمساحاً من الراتنج (Résine) الأحمر. فهذا الحيوان الغامض لطالما سحرني وسحر العالم بشكل عام.
فهو موجود على الأرض منذ مئات ملايين السنين وكان شاهداً على ولادة الجنس البشري.
إبتكاراتي هي إنعكاس لغريزة الحيوان وطبيعة الإنسان . كما أنني أحب الحيوانات المفترسة. وقد قمت بإبتكار موديلات ساعات جديدة لعلامة Hublot، مرتكزاً على هذه المنحوتة.
لماذا قرّرت التعاون مع ساعات Hublot بالتحديد؟
أنا مغرم بالساعات واجمعها منذ صغري. فكرة التعاون مع ماركة معروفة وذات اعتبار مثل هوبلو أعجبتني.
منذ البداية أعطيت رؤيتي، والتنسيق كان سهلاً والنتيجة كانت ناجحة.
كيف يتمّ العمل والتنسيق بينك وبين Hublot وما هي الآلية المتّبعة للابتكار؟
بدأت علاقتي مع هوبلو بإجتماع مع جان كلود بيڤر. من الناحية الفنية إننا على نفس الاتجاه والتطلّع. فعلامة هوبلو تعمل دوماً على دفع حدود إبتكاراتها، والمزج بين عالمينا كان عفوياً للغاية. فهوبلو تبتكر منتجات إستنائية وتصيغها بالمعادن الثمينة بينما أنا فأعرف كيف أتلاعب بالألوان بطبيعية وجرأة.
هل يمكنك أن تشرح لنا كيفية إنتقائك للألوان والمواد التي إستعملتها في ساعات Hublot؟
لقد اخترت مع هوبلو إبتكار ساعة تدمج بين الموديلات القديمة والموديلات المستقبلية تشبه أعمالي، مستوحاة من حركة الـPop Art. يجب أن تكون قطعًا مبتكرة تتماشى مع خط العلامة من حيث التصميم والمواد والخط ولكنها مبتكرة في الوقت نفسه.
ساعات Hublot هي عمل فنّي بإمتياز، وهي تمزج بين الإستمرارية المعتمدة والإبتكار الجديد وهي الأمور التي أحب أن أبتكرها وأصممها.
ما هي نقاط الإلتقاء بين النحت وصناعة الساعات برأيك؟
كلاهما يحتاجان الى اتقان الحرف اليدوية. وهما من الحرف الدقيقة حيث النوعية تبرز من خلال التفاصيل الدقيقة. كما أنهما يتطلّبان آلاف الساعات من التفكير والعمل قبل الوصول الى النتيجة المثالية.
الى جانب النحت والتصميم، أنت كذلك فنان متعدّد المواهب فهل تخبرنا عن آخر مشاريعك في مجال الموسيقى والعرض المباشر؟
للموسيقى مكان هام في حياتي، فهي تساعدني على إكتشاف جميع نواحي شخصيتي وهي تمتلك طاقة مختلفة عن الفنون الأخرى، فهي تثير العواطف بسرعة، وقد أقمت عرضاً خاصاً في ٧١ يونيو الفائت على مسرح أولمبيا في باريس بعنوان Tête de Kong وشرحت فيه مسار حياتي ودخولي الى عالم الفن وتجاربي العديدة وكنت دائماً أعود الى ما هو الأساس بالنسبة لي، ألا وهو الإيمان بأحلامنا.
Classic Fusion Orlinski 40mm Hublot
تتحلّى أحدث مجموعة من ساعات كلاسيك فيوجن أورلينسكي بالميّزات الجمالية التي تطبع أسلوب الفنان ريشار أورلينسكي، بما في ذلك قرصها المتعدّد الوجيهات، كما أنّها توظّف عنصرَي النور والظلّ. صُمّمت هذه الساعات، البالغ قطر علبتها ٠٤ ملم، للأشخاص الذين يفضّلون الساعات الأرقى على الإطلاق، وهي تتوفّر في إصدار من التيتانيوم وآخر من ذهب كينغ غولد، كما أنّها أقرب إلى قطعة مجوهرات فنية مرصّعة بحبّات ألماس بتقطيع بريليانت.
وتمّ ابتكار ما لا يقلّ عن ستّ ساعات كلاسيك فيوجن أورلينسكي في إطار التحالف الفنّي والتكنولوجي بين ريشار أورلينسكي وهوبلو، بعد ساعتَي آروفيوجن كرونوغراف وتوربيّون. وبناء على طلب النحّات، صُمّمت هذه التشكيلة وصُنّعت بحجم أصغر لإرضاء عملاء جدد. تجسيدًا للثنيات التي تميّز أعماله الضخمة في معظمها، تمّ تصغير الأطراف والحواف المشطوبة والوجيهات بدقّة فائقة لإحداث تأثيرات عاكسة على القرص. أمّا الحزام المبسّط المصنوع من المطّاط باللون الأسود غير اللامع فيحدث تباينًا لافتًا للنظر، يبرز بشكل أكبر في الموديلات الأربعة ذات العلب المرصّعة بالألماس، والتي تبدو أقرب إلى مجوهرات.
في أربع ساعات للنساء والرجال ، رُصّع الإطار -الذي يتّخذ شكل مضلّع إثنا عشري طبع الشراكة الإبداعيّة منذ عام ٧١٠٢- بـ٤٥ حبّة ألماس، وهو مثبّت إمّا على علبة مرصّعة بالكامل بـ٢١٠ حبّة ألماس أو مرصّعة جزئيًا بـ٢١١ حبّة. أمّا الساعتان المتبقيّتان، الخاليتان من الأحجار الكريمة، فتنضحان بنور أقلّ وهجًا، وتبرز فيهما الخطوط المحدّدة، وتدرّج النور والظلال على المواد، والأشكال الحادة الزوايا التي تميّز منحوتات ريشار أورلينسكي.
Hublot Classic Fusion Aerofusion Chronograph Orlinski Red Magic
تمّ إطلاق ساعة كلاسيك فيوجن آروفيوجن كرونوغراف أورلينسكي رَد ماجيك في إصدار محدود بـ٠٠٢ قطعة. ٤٥ملم من الفنّ والإبداع بسيراميك هوبلو الأحمر. من عقرب الثواني إلى العدّادات والمؤشرات؛ ومن العلبة إلى الإطار، وصولًا إلى الحزام، تتوهّج مختلف أجزاء الساعة بأحمر أورلينسكي × هوبلو. أمّا ظهر العلبة، وهو من زجاج الصفير، فيكشف عن حركة كرونوغراف HUB1155 الهيكلية الذاتية التعبئة. تقترن ساعة كلاسيك فيوجن آروفيوجن كرونوغراف أورلينسكي رَد ماجيك، بسيراميك هوبلو الأحمر الحاصل على براءة إختراع. الأحمر لون الحياة والشغف، وهو يذكّر بمنحوتة Born Wild Crocodile الأولى لريشار أورلينسكي. يعود ابتكار هذه التحفة إلى العام ٤٠٠٢، وهي تتميّز بهذه الدرجة الزاهية والقوية من اللون الأحمر، التي أصبحت منذ ذلك الحين الأبرز في مجموعة منحوتاته الحيوانية الأشكال.
Hublot Classic Fusion Tourbillon Orlinski
أُنتجت هوبلو ساعة كلاسيك فيوجن توربيون بالتعاون مع الفنّان ريشار أورلينسكي، وهي تمثّل تحفة نحتيّة ذات علبة عريضة مشطوفة الحواف تكشف عن أجزائها الميكانيكية المنظمة. يدخل في تصميم هذه الساعة الثلاثية الأبعاد الصفير أو الكينغ غولد أو السيراميك، وهي تجسّد الحداثة في مختلف حوانبها.
من خلال سحر الوجيهات المتعدّدة والحواف والمواد المبتكرة، تتشكّل تحفة فنيّة جاهزة لتزيين المعصم. تتميّز ساعة كلاسيك فيوجن توربيون أورلينسكي الجديدة ذات احتياطي الطاقة البالغ خمسة أيام، والتي تمّ إنتاج ثلاث مجموعات منها تقتصر كلّ منها على ثلاثين قطعة، ببعد نحتيّ، حيث أُعيد تصميم حركة توربيون هوبلو الشهيرة وخطوطها المشطوفة بالكامل. إنّها تحفة فنيّة مخصصة للمعصم، وهي مستوحاة من منحوتات المبدع الفرنسي الحيوانية المصنوعة من الراتنج المتعدد الوجيهات أو ذات التصاميم المعدنية الجوفاء.