نجم كرة القدم رياض محرز من لاعب في ضواحي باريس الشعبية الى أفضل شخصية رياضية في بريطانيا

رياض محرز لاعب كرة قدم جزائري- فرنسي، والده “أحمد” من مواليد مدينة “بني سنوس” في ولاية “تلمسان” شمال غرب الجزائر، حيث تتواجد أغلبية من البربر الآمازيغ ويعمل في مجال الإلكترونيات. والدته “حليمة“ تعمل كمدبرة منزل، وهي من أصول جزائرية- مغربية. ولد في “سارسيل” إحدى ضواحي باريس الفقيرة بتاريخ ٢١ فبراير ١٩٩١، وتدرج الى مراتب الشهرة  إنطلاقًا من فرنسا وبريطانيا الى ميادين كرة القدم العالمية، مرورًا بوطنه الأم الذي كان يمضي فيه معظم أيام العطلة.

بدأ رياض محرز لعبة كرة القدم في مطلع صباه في فرنسا في نادي جمعية الصداقة والرياضة في مدينة “سارسيل” التي نشأ وترعرع فيها من عام ٢٠٠٤ لغاية ٢٠٠٩؛ وبات يحترف اللعبة منذ أكثر من عشر سنوات. وقد تميز سريعًا بقدرته على التأقلم مع متطلبات الملعب، وإعتماد الحيل المشروعة في طريقة دفع الكرة الى الأمام، وحسن التصويب على الهدف.

باشر مسيرته الإحترافية لفترة قصيرة عام ٢٠٠٩ مع نادي “كويمبر” الذي يلعب في البطولة الوطنية الفرنسية لكرة القدم، سجل خلالها هدفان في الموسم الأول، ثم إنضم إعتبارًا من الأول من يوليو ٢٠١٠ لغاية ٢٠١٤، الى نادي “لوهافر” دون تقاضي أي مبلغ إنتقال. تمكن خلال هذه الفترة من تسجيل ما مجموعه ٢٤ هدفًا.

بالرغم من ذلك لم يعط كامل حقه على الملاعب، لأن مدربيه كانوا يعتبرونه غير مكتنز العضلات على مستوى الأرجل وضعيف البنية، ما يحرمه من القدرة على السرعة، بالرغم من أن طوله يصل إلى ١،٧٩ م. ويزن في حدود الـ ٦٢ كلغ فقط. وقد عوض عن ذلك لاحقًا بقوة إرادته وجرأته وثباته ولجوئه الى تكتيكات مواجهة مبتكرة…
لم يضطلع بمواقع ريادية فعلية عديدة في ميادين الدوري الفرنسي ٢، إلا بعد أن غادر اللاعب النجم في موقع الهجوم “ريان منديز”. أصبح بعدها، لاعبًا أساسيًا في الجناح الأيمن الأوسط لنادي “لوهافر”. تمكن حينها من حيازة ثقة المدرب “إيريك مومبيرتس”، فتسنى له أن يلعب ٣٤ مباراة في الدوري، وأن يحقق ستة أهداف خلال الموسم، وستة تمريرات حاسمة.

بعد تردد، تم أقناعه بالسفر للعب في إنكلترا، وإرتبط في الحادي عشر من يناير ٢٠١٤ بعقد مع نادي “ليستر سيتي” الذي يعتبر في المستوى الثاني لدوري البطولة الإنكليزية، حيث نجح في إثبات قدرته الى حد كبير. شارك في تسع عشرة مباراة وسجل ثلاثة أهداف، مساهمًا في تمكين الفريق من الفوز بكأس البطولة والعودة الى الدوري الأول بعد سنوات غياب. أضاف الى سجله أربعة أهداف عام ٢٠١٤، من بينهم هدف الفوز ضد “هال سيتي” بواحد-صفر،  والفوز مجددًا في المباراة ضد “ساوث هامبتون” بهدفين مقابل صفر.
لم تكن هذه النجاحات كافية تمامًا لنقله الى عالم النجوم، ولم يبدأ صعوده اللافت إلا إعتبارًا من عام ٢٠١٦، فتراكمت الإنجازات مذ ذاك، بتسجيله أربعة أهداف في ثلاث مباريات متتالية، وكان له الفضل في فوز فريقه بأهداف حاسمة خلال أيام قليلة تراوحت بين٣–٢ و ٣- صفر، بما في ذلك الفوز بهدفين مقابل واحد في مواجهة فريق “تشيلسي” الشهير، وبـ ٣ أهداف مقابل ٢ في وجه “إيفرتون“.
بمناسبة هذا الموسم الإستثنائي مع “ثعالب” ليستر سيتي، لفت رياض أنظار المراقبين المحترفين والجمهور بتصميمه وإندفاعه ومنهجيته، علمًا بأن مجموع أهدافه مع النادي بلغ ٤٢ .

في مانشستر سيتي

تعاقد في العاشر من يوليو ٢٠١٨ مع نادي “مانشستر سيتي“ لمدة خمس سنوات، وقدّر بدل إنتقاله الى النادي الجديد بـ ٦٠ مليون ليرة إستيرلينية. أعرب عن رغبته يومها في الفوز بالـ “تشامبيونس ليغ” مع فريق مانشستر، وهو ما حصل فعلاً  في نهاية موسمه الأول معها. كانت أولى مساهماته، مشاركته في المباراة التي أدت الى فوز فريقه على فريق “تشيلسي” بهدفين مقابل صفر عام ٢٠١٨، كما حقق أول هدف له مع النادي في المباراة التي واجهته مع فريق “كارديف سيتي”. أهدى ناديه الفوز في المباراة ضد “توتنهام هوتسبور” بهدف مقابل صفر، تلاها إنجازات عديدة أخرى…
ساوره بعض الشك ربيع عام ٢٠١٩، حول فائدة البقاء مع مانشستر،  بالرغم من نجاحاته معه، لأنه كان يطمح إلى أدوار أكبر لم تمنح له دومًا من قبل المدرب المشرف “بيب غوارديولا”، لا سيما في ظل وجود لاعبين أقوياء آخرين  مثل رحيم ستيرلينغ وبرناردو سيلفا ولوروا ساين. إلا أنه عاد وإنخرط من جديد بحماس مع ناديه، بتشجيع مفاجىء له من قبل المدرب غارديولا نفسه، الذي طلب منه المشاركة في المباراة ضد نادي “برايتون”، فساهم بفوز فريقه حينها بأربعة أهداف مقابل هدف واحد في لقب الدوري الأول.
أصبح مذ ذاك قوة الدفع الرئيسية للفريق، وسجل ما مجموعه ١٤ هدفًا. كانت آخر إنجازاته: فوز فريقه بهدفين مقابل صفر في مواجهة “شيفيلد يونيتيد” آخر ديسمبر ٢٠١٩، منها هدف نجح هو في تسجيله، ومساهمته بهدفين من أصل ستة مقابل هدف واحد في مواجهة “آستون فيلا”في يناير ٢٠٢٠. 
عاد بعد إنتصار “برايتون” ليقود بلاده الجزائر، على دروب الفوز في كاس أمم إفريقيا “أفريكان كاب أوف نايشونس“.
أصيب بزكام شديد بعد عودته الى “مانشستر” إستوجبت إستنشاقه بخاخًا في الأنف لمعالجته، ولم يكن بالإمكان إستئناف مشاركته في المنافسات على الفور بسبب ذلك. إلا أنه عاد وساهم في فوز فريقه في مواجهة نادي “تشيلسي” في نوفمبر ٢٠١٩، ما أسعد مدربه غارديولا الذي إزداد تمسكًا به، بعد أن كان قد أهمله بعض الشيء قبل أشهر.

بالرغم من ذلك، لا ينجو أي لاعب من الإنتقاد في بعض الأحيان، خاصة عندما يخسر الفريق الذي ينتمي اليه أي مباراة من المباريات. وهذا ما حصل منتصف ديسمبر ٢٠١٩ خلال تنافس “مانشستر سيتي” مع فريق “نوتنهام”، في قمة الجولة الـ ٢٥ من الـ”برايم ليغ”.  أقدم المدرب حينها على خطوة إشكالية بإستبدال رياض محرز باللاعب “غبريال خيسوس” قبل إنتهاء المباراة التي أسفرت عن خسارة “مانشستر” بـ ٢ مقابل صفر. فبرزت مجموعة من الإنتقادات، بعضها ركزت على أداء رياض،  إلا أن معظمها طاول المدرب، بسبب إستبداله لرياض  بلاعب آخر. ويعترف محرز في مثل هذه المناسبات أنه يستحيل على فريق بعينه أن يفوز في جميع المباريات بدون إستثناء.

تجدر الإشارة كذلك الى أن رياض محرز، تبارى على الملاعب الأفريقية، بما في ذلك على أرض بلده الأم الجزائر. فهو إضافة إلى كونه لاعبًا رئيسيًا في نادي الدوري الممتاز مانشستر سيتي، وأعرب منذ العام ٢٠١٣ عن رغبته في تمثيل الجزائر على الساحة الدولية. أصبح فعلاً  كابتن المنتخب الجزائري الوطني، وتميز في كأس أمم أفريقيا عام ٢٠١٩،  وسجل لصالح الجزائر ما مجموعه خمسة عشر هدفًا.
شارك عام ٢٠١٤ في الفريق الجزائري للـ”فيفا”، وتميز في مباريات عديدة في القارة السوداء، ولا سيما: ضد “مالاوي” خلال شهر أكتوبر ٢٠١٤، و”إثيوبيا” على ملاعب الجزائر في الشهر التالي، و”السنغال” في يناير ٢٠١٥، و”تنزانيا” في نوفمبر ٢٠١٥، و”لوزوتو”  في سبتمبر ٢٠١٦، و”زيمبابوي” على ملاعب “الغابون” في يناير ٢٠١٧، و”توغو” في نوفمبر ٢٠١٨، و”كينيا” على ملاعب مصر في يونيو ٢٠١٩، و”نيجيريا” في الشهر التالي، وذلك بدون تسجيل أي خسارة، إذ إنتهت جميع المباريات بالربح، ما عدا تعادل في المباراة ضد “زمبابوي” عام ٢٠١٧.
وقد سمي أفضل لاعب كرة قدم إفريقي لعام ٢٠١٦؛ وأربح فريقه “كأس أمم أفريقيا” عام ٢٠١٩.

جوائز وتكريمات

حصد رياض محرز جوائز وتكريمات عديدة منها،  لقب “أفضل لاعب” في الدوري الإنكليزي الممتاز لموسم ٢٠١٥-٢٠١٦، وأصبح بذلك أول لاعب أفريقي يحظى بمثل هذا التخصيص. إعتبر كذلك لاعب كرة القدم الجزائري والعربي والأفريقي الأول لعامي ٢٠١٥-٢٠١٦؛ وتوج تحديدًا بجائزة “أفضل شخصية رياضية في إنكلترا” من قبل مجلس العموم للفترة نفسها، وقد تمت الإشادة بذكائه وعبقريته خلال الإحتفال الذي أقيم في هذه المناسبة، ولم يكن  حينها قد إنتقل بعد الى نادي مانشستر .

حصل على كأس الدرع الخيرية عام ٢٠١٨، وكأس رابطة الأندية الإنكليزية المحترفة عامي ٢٠١٨-٢٠١٩، الى جانب الفوز ببطولة “برايم ليغ“.
فاز  مع المنتخب الوطني الجزائري بكأس أمم أفريقيا ، إلا أن  جائزة “أفضل لاعب عن عام ٢٠١٩” ذهبت الى لاعب ليفربوول السنغالي “ساديو ماني” الذي أظهر تصميمًا ومثابرة أهلته لهذه الجائزة، إضافة إلى تسجيله٣٥ هدفًا لفريقه.
لم يتوان رياض محرز عن توجيه رسالة تهنئة لطيفة في هذه المناسبة الى زميله “ساديو ماني” على حساب التويتر بتاريخ ٧ يناير ٢٠٢٠، علمًا بأنه كان مع عدد آخر من اللاعبين البارزين، بمن فيهم اللاعب المصري محمد صلاح الذي تحدثنا عن إنجازاته في عدد سابق، على لائحة الترشيح للفوز بهذا اللقب.

تجدر الإشارة أخيرًا الى أن عقده مع فريق “مانشستر سيتي” ينتهي مبدئيا في الثلاثين من يونيو ٢٠٢٣، ويكون قد بلغ حينها الـ ٣٢ من عمره. ما يمكن ذكره هنا أن سن تقاعد لاعبي كرة القدم المحترفين يكون
إجمالاً  في الخامسة والثلاثين،  إلا أن العديد من اللاعبين يمددون فترة نشاطهم على أرض الملاعب بصورة منتظمة أو ظرفية سنوات إضافية.
وهكذا فقد تقاعد اللاعب البرازيلي الأسطوري “بيلي” في السابعة والثلاثين لكنه بقي حاضرًا بعد ذلك في عالم كرة القدم؛ وأعلن اللاعب الفرنسي-الجزائري الإستثنائي زيد الدين زيدان عن تقاعده بصورة رسمية وهو في الرابعة والثلاثين، إلا أنه ما زال ينشط  ظرفيًا في بعض الميادين والمواقع، وعلى سبيل المثال مع نادي “ريل مدريد”، وعلى ملاعب الإمارات، ومع حملة قطر لإستضافة “وورلد كاب” عام ٢٠٢٢، وفي بعض الأنشطة الخيرية … 

حياته العائلية

تزوج رياض محرز نجمة البوب وعارضة الأزياء البريطانية المسلمة ريتا جوهال  عام ٢٠١٥ بعد خمسة أشهر من التعارف، وهي إمراة سمراء جميلة من مواليد ٢ أغسطس ١٩٩٢، وله منها طفلتان.
إلا أن بعض المواقع والمصادر، ولا سيما صحيفة “صن” البريطانية،  تحدثت عن  إنفصال رياض عن زوجته مؤخرًا، لا بل ذهبت للتأكيد بأنه أنجز معاملات الطلاق في محكمة مدينة مانشستر. أما سبب الإنفصال أو الطلاق فيعود وفقًا للمصادر نفسها، الى ما أشيع عن تورطها في عدد من قصص الخيانة الزوجية، آخرها مع بطل الملاكمة أنطوني جوشوا التي شوهدت تعانقه في “تيب نايت كلوب” في لندن، ومع الملاكم الأميركي ديونتاي وايلدر صيف عام ٢٠١٩، إضافة إلى صورة لها مع صديق حميم نشرتها مطلع العام على وسائل التواصل الإجتماعي مع تعليقين: “آي لوف هيم ماي غاسبند” (وليس هازبند) في إشارة الى رجال يمكن مواعدتهم دون إرتباط بعقد زواج معهم،  و: “الجزائري خرج ليلعب” (والمقصود زوجها)، وهذا ما لم يرق أبدًا لمحبيه الذي ردوا بالآلاف بتعليقات منتقدة لريتا وبسيل من الشتائم. في المقابل، عزا البعض الآخر سبب الإنفصال الى أن رياض بات يتواعد، لا بل يرتبط بعلاقة غرامية مع الفاتنة الشقراء “تايلور وارد”، إبنة نجمة تلفزيون الواقع “ريل هاوس وايفس أوف شيشاير” “داون وارد”، وزوجها لاعب كرة القدم السابق “أشلاي وارد”، علمًا بأن “تايلور” تدرس فن عروض الأزياء، وهي من مواليد العام ١٩٩٨.

تضيف المصادر أنها إشترطت على رياض إنفصاله نهائيًا عن زوجته، قبل الموافقة على الدخول في علاقة عاطفية معه. تجدر الإشارة الى أنها هي نفسها كانت مرتبطة سابقًا بزميل رياض، لاعب فريق السيتي الأرجنتيني”سيرجيو أغويرو”، وبعلاقة ثانية مع نجم إيفرتون” البريطاني”ماسون هولغيت“.
وكان رياض محرز وفقًا للصحيفة، قد شوهد يصطحب تايلور” ومجموعة من صديقاتها الى عشاء خاص في مطعم “آيفي إيزيا” في مانشستر أواخر يناير الماضي. كما شوهدا معًا في ملهى “تشاينا وايت” الليلي في ليلة رأس السنة الماضية، ما ساهم في تعزيز خبر إنفصاله عن زوجته. 

نتمنى لرياض محرز عيد ميلاد سعيد بمناسبة عيده التاسع والعشرين في الحادي والعشرين من فبراير  الجاري، ونتمنى له سنوات طويلة من التألق والنجاح.