إشادة عالمية منذ فـيلمها الأوّل الممثلة الأردنية الفلسطينية تارا عبود: نجمة واعدة
نجاح مميّز أحرزته الممثلة الأردنية الفلسطينية تارا عبود على المستويين المحلي والدولي مع أول بطولة سينمائية لها فـي فـيلم «أميرة» للمخرج محمد دياب. فبعد العرض الأول لهذا الفـيلم فـي مهرجان فـينيسيا، تصدّر اسم تارا عبود العديد من الصحف العالمية التي أشادت بدورها، كما اختارتها مجلة سكرين إنترناشونال ضمن النسخة الرابعة من برنامج نجوم الغد العرب التي قدّمتها المجلة خلال الدورة الـ42 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 2020.
خلال العرض الأول لفـيلم «أميرة» ضمن مسابقة آفاق فـي مهرجان فـينيسيا السينمائي الدولي فـي دورته الـ78، حصد الفـيلم ثلاث جوائز فـي المهرجان، هي جائزة لانتيرنا ماجيكا التي تمنحها جمعية تشينيتشيركولي الوطنية الاجتماعية الثقافـية للشباب CGS، وجائزة إنريكو فولتشينيوني التي يمنحها المجلس الدولي للسينما والتليفزيون والإعلام المرئي والمسموع بالتعاون مع منظمة اليونسكو، وجائزة إنتر فـيلم لتعزيز الحوار بين الأديان.
وقد لاقى الفـيلم تصفـيقاً دام 7 دقائق من الجمهور، كما أشادت به الصحافة العالمية التي ركّزت على أداء الممثلة تارا عبود إذ وصفتها صحيفة Italy 24 News بـ«زندايا الشرق الأوسط»، نسبة إلى الممثلة الأميركية زندايا ماري كولمان، كما قال موقع Moving Image Middle East الإنكليزي «تجسيد متقن وأداء مؤثر، إذ أجادت الممثلة الصاعدة تارا عبود تجسيد دور أميرة».
وحول اختياره لـ تارا عبود لأداء دور أميرة، قال المخرج محمد دياب فـي لقاء له مع ريا أبي راشد فـي مهرجان الجونة، أنه كان قد قام بعمل العديد من تجارب الأداء، والتي تقدم لها عدد كبير من الممثلات الجيدات، ليقع اختياره على تارا مع أول تجربة أداء لها، وذلك لتمكّنها من الجمع بين الشخصية القوية والمثيرة للتعاطف والملائكية فـي آن واحد، وهو المطلوب لتجسيد شخصية أميرة، على حد قول دياب، والذي شبّه تارا بالفنانة الكبيرة فاتن حمامة.
تهوى الفن منذ طفولتها
تارا عبود ممثلة فلسطينية أردنية، ولدت فـي عمان عام 2001، نشأت فـي بيئة فنية، فخالتها هي الممثلة الأردنية دينا رعد يغنم والتي ألهمتها وشجعتها على التمثيل. كما احترفت تارا الباليه منذ الصغر وعلى مدار 14 سنة من عمرها. وبرغم مواهبها المتعدّدة، مثل التمثيل والعزف على البيانو والرقص والغناء، إلاّ أن دراستها الأكاديمية جاءت فـي مجال الطب.
نجمة من نجوم الغد العرب
أما فـي مجال التمثيل الذي يبدو أنها قرّرت احترافه، فقد اختارتها مجلة سكرين إنترناشونال ضمن النسخة الرابعة من برنامج نجوم الغد العرب التي قدّمتها المجلة خلال الدورة الـ42 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 2020.
وكانت تارا قد بدأت التمثيل منذ كان عمرها 10 سنوات، من خلال عدد من الأفلام القصيرة، من بينها من وراء الباب للمخرج معتز مطر، وLog in للمخرجة تيما الشوملي، ثم ظهرت فـي دور رئيسي فـي فـيلم أميرة الجبال (2009) للمخرج أمجد الرشيد أمام الفنان عامر الخفش؛ وهي مشاريع تخرّج هؤلاء المخرجين من معهد البحر الأحمر للفنون السينمائية.
بعدها، شاركت تارا فـي فـيلمي تخرج آخرين لمخرجين من معهد SAE فـي عمان: فـيلم 12 سنتيمتر (2014) للمخرج زيد خالد، وفـيلم حياة (2019) للمخرجة لين عوض، وقد حصل الفـيلمان على جوائز.
وبعد أدائها اللافت فـي المسلسل الأردني «عبور» فـي 2019، والذي تدور أحداثه فـي مخيمات اللاجئين وما يواجهونه من معاناة يومية؛ اختارها المخرج المصري محمد دياب لدور البطولة فـي فـيلمه الجديد «أميرة» الذي يجول حالياً على المهرجانات ويحصد الجوائز، ومن الجدير ذكره أن هذا الفـيلم هو من إنتاج الفلسطيني هاني أبو أسعد، بالتعاون مع المنتج والمؤلف المصري محمد حفظي.
شغوفة تبحث عن فرص التميّز
تتمتّع تارا عبوّد بشخصية مفعة بالنشاط والجرأة وهي تسعى دائماً للتميّز وتحرص على إتقان عملها. هذا ما اكتشفناه خلال مقابلتنا معها حيث عرّفتنا أكثر على عملها وشخصيتها.
على الرغم من كونك جديدة نسبياً فـي عالم التمثيل، إلاّ أنك نجحت بإثبات نفسك كبطلة فـي فـيلم اأميرةب الذي عُرض فـي المهرجانات وحاز الجوائز. أخبرينا أكثر عن تجربتك فـي فـيلم أميرة كيف تمّ اختيارك؟ وكيف استعدّيت لهذا الدور؟
جاء اختياري بعد دوري فـي مسلسل عبور مع صبا مبارك، التي تعرفت عليها أثناء المسلسل، وفـي نفس العام رشحتني لمخرج الفـيلم أ/محمد دياب للقيام بدور أميرة، كما خُضت بعدها العديد من تجارب الأداء حتى وقع الاختيار علي.
إستعديت للدور بإجراء العديد من المقابلات مع المخرج ومناقشة كل التفاصيل الخاصة بكل مشهد، كما أعطاني أشياءً لتحضيرها قبل التصوير، بالإضافة إلى قراءتي للنص أكثر من مرة.
حدّثينا أكثر عن العلاقة التي تربطك بالممثلة صبا مبارك التي رشّحتك لهذا الدور؟
علاقتي بالفنانة صبا مبارك قوية جداً، وأنا ممتنة لها على إيمانها بي وثقتها الكبيرة فـي موهبتي. أرى صبا مبارك واحدة من أفضل الفنانين فـي وقتنا الحاضر، كما أكنّ لها كل الحب والاحترام والتقدير.
ألم تسبّب لك فكرة المشاركة فـي فـيلم طويل الى جانب أسماء كبيرة فـي عالم السينما التوتر؟
لم أكن متوترة، لكنني كنت متحمّسة بشدة، وكنت أتطلّع للأمر على كونه فرصة كبيرة تفتح لي الأبواب على عالم الفن والسينما وأتعلّم منها الكثير.
تأتي مشاركتك فـي هذا الفـيلم الذي يتناول أطفال النطف أو أطفال الحرية بعد عملك فـي مسلسل عبور عام 2019، والذي يتناول مخيمات اللاجئين. هل هذا يعكس رغبتك فـي المشاركة بالأفلام ذات الطابع السياسي الإنساني أم هي مجرد صدفة؟
فـي الحقيقة كانت صدفة، ولكن هذا لا ينفـي أنني أحب أن أمثل مختلف الفئات الاجتماعية التي لا نعرف عنها الكثير، خاصة اللاجئين، ونقل معاناتهم وتسليط الضوء عليها، ولا توجد وسيلة أفضل من الفن للقيام بذلك.
ما هي أبرز الصعوبات التي واجهتك خلال تصوير فـيلم اأميرةب؟ وكيف تغلّبت عليها؟
أكثر الصعوبات التي واجهتها كانت تتعلّق بالتحرّكات الجسدية الصعبة، مثل الركض على الجبل أو تسلّقه، لكنني مع ذلك لم أتردّد فـي فعلها لأنها جزء من أحداث الفـيلم، هذا بالإضافة إلى أوقات التصوير التي قد تبدأ أو تنتهي فـي وقت مبكر جداً من اليوم أو فـي وقت متأخر. وهي أشياء يواجهها الممثل فـي كل مكان وعليه أن يتقبّلها.
تحدّثت عن شبه بينك وبين شخصية اأميرةب حدّثينا أكثر عن هذا الشبه؟ وهل كانت النهاية صادمة لك مع وفاة أميرة؟
شعرت بالتشابه بيني وبين أميرة، فهي تنتمي إلى نفس الفئة العمرية ونفس المجتمع اللذين أنتمي إليهما، كما أننا نتشابه فـي صفاتنا الشخصية، فهي عنيدة ومتمرّدة ولكنها حسّاسة فـي الوقت عينه وقادرة على تحملّ المسؤولية.
النهاية التي قرأتها فـي النص أول مرة كانت مختلفة عن تلك التي تمّ تصويرها، وكانت هي الأخرى قوية ومثيرة وصادمة.
شبّه المخرج محمد دياب فـي إحدى المقابلات أداءك بفاتن حمامة بينما شبّهتك الصحف الإيطالية بالممثلة زيندايا. أي من التشبيهين قريب أكثر من شخصيتك؟
تشبيهي بالفنانة العظيمة فاتن حمامة شرف كبير لي، وعندما شبهني أ/محمد دياب بها تأثرت كثيراً وشعرت بسعادة بالغة لأنها فنانة قديرة وليس من السهل أن تأتي ممثلة مثلها. كما أسعدني تشبيهي بالممثلة زيندايا لأنني أحبها وأتابع أعمالها مع ديزني منذ طفولتي.
عُرض الفـيلم فـي كلّ من مهرجان البندقية ومهرجان الجونة اللذين يستقطبان جمهورين مختلفـين. حدثينا أكثر عن تفاعل الجمهور فـي كلا المهرجانين مع الفـيلم؟
التفاعل مع الفـيلم كان قوياً جداً، سواء فـي مهرجان الجونة أم مهرجان البندقية، والعرضان كانا «كامل العدد»، ولاقى الفـيلم تأثراً كبيراً من الجمهور، الذي صفق بحماس مرتين؛ فـي منتصف الفـيلم ومع نهايته. نشكر الله على هذه النتيجة التي أسعدتنا جميعاً.
دخلت عالم التمثيل عندما كنت فـي العاشرة من عمرك من خلال أدوار فـي أفلام تخرّج قصيرة. أخبرينا أكثر كيف دخلت هذا العالم، ولماذا؟
بداية دخولي عالم التمثيل جاءت بالفعل مع خلال الأفلام القصيرة لخرّيجين من معاهد الفنون فـي الأردن. وجاءت بتشجيع من عائلتي التي وعيت على دعمها للفنون، فقد ألحقونا منذ الصغر بمعهد لرقص الباليه، كما علمونا الموسيقى.
شاركت فـي أفلام تخرّج مخرجين باتوا اليوم بارزين على الساحة الفنية، مثل تيما شوملي ومعتز مطر وغيرهم. ألاّ زالت تربطك علاقات معهم؟
بالتأكيد أكن الإحترام والتقدير لكل مخرج عملت معه، ومازلت على تواصل معهم جميعاً.
تهوين الفنون بمختلف مجالاتها، فأنت ترقصين الباليه منذ 14 عاماً وتعزفـين الموسيقى وتحترفـين التمثيل. أي من هذه الفنون الأقرب الى قلبك، وهل تؤمنين بأن السينما هي جامعة لكل الفنون؟
نعم، أنا مؤمنة بأن السينما جامعة لكل الفنون.
كنت قد تلقيت دروساً فـي رقص الباليه والعزف على البيانو، ولكن لم يعد لدي الوقت الكافـي حالياً لممارستهما، خاصة بعد أن إحترفت التمثيل، ومع ذلك يمكنني تحقيق هذا من خلال السينما، إذ إنني أستطيع العزف والرقص وكذلك الغناء من خلال فـيلم واحد.
ما كان شعورك عندما اختارتك مجلة سكرين إنترناشيونال ضمن النسخة الرابعة من برنامج نجوم الغد العرب فـي مهرجان القاهرة الدولي 2020؟
شرف كبير لي أن يتم إختياري ضمن النجوم الصاعدين من خلال مهرجان كبير مثل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وشرف كبير أيضاً أن أشارك مع هذا العدد من الفنانين الكبار فـي المهرجان. كانت تجربة مثيرة وأسعدتني كثيراً.
هل من مشاريع جديدة تحضّرينها؟
نعم، لدي العديد من المشاريع الجديدة ولكنني لا أستطيع التحدث عنها الآن.