تاريخ الساعة من الساعة الشمسية الى الساعة الإلكترونية مرورًا بالساعات الآلية والفاخرة
الساعة عنصر أساسي في حياة الإنسان، على الصعيدين العملي والوجداني ؛ وهي لا تنفصم عن أحجيات الزمن، وأفراحه وأتراحه، وعن ضرورات ترتيب أنشطتنا اليومية المختلفة وضبط إيقاعها .
أما تطور صناعتها خلال التاريخ فقد إستوجب تضافر عناصر العلم والتقنية والفن، لإنتاج وتسويق جميع الأدوات اللازمة لتمكينها من قياس الوقت بشكل دقيق، وتنوّعت تطبيقاتها وإستعمالاتها، كما باتت تشكل أحد عناصر الأناقة والجاذبية والمقدرة على التخطيط والتحكم.
الساعة الشمسية
يصعب تحديد تاريخ إختراع الساعة الأولى بشكل دقيق، وهذا ما ينطبق كذلك على السيارة أو الطائرة مثلاً، نظرًا لإنغماس هذا الإختراع في عمق التاريخ.
إلاّ أنه من المتفق عليه أن الساعة الشمسية الأولى إستعملت من قبل البابليين والمصريين، بعد أن تم تقسيم الليل والنهار الى ٤٢ جزئية، ونقلت من بعدها الى الإغريق الذين أدخلوها بدورهم الى القارة الأوروبية .
ويستلزم ذلك إطارًا أو قرصًا دائريًا، وجذعية أو إبرة . ذلك أن متابعة ظل الشمس، منذ بزوغها ولغاية غروبها، إذا ما غرست جذعية في الأرض بصورة عمودية، تعطيك فكرة أولية عن حركة عقارب الساعة؛ أي حركة نمطية دهرية، تتكرّر على مدار الليل والنهار، وإن إختلف الليل والنهار من منطقة زمنية إلى أخرى .
تجدر الاشارة الى أن السومريين هم من إستعملوا قاعدة الساعة المقسّمة الى ٠٦ دقيقة، والدقيقة المقسّمة الى ٠٦ ثانية، لقياس الزمن والمساحات .
أما سبب إتجاه عقارب الساعة من اليسار الى اليمين في نصفها الأعلى، ومن اليمين الى اليسار في نصفها الأسفل، فهو إنعكاس لما يبدو كما لو أنه مسار الشمس، من منظار المراقب من الأرض. فإذا نظرت الى الشمس صباحًا، تراها أشرقت من الشرق، وفي منتصف النهار تراها مالت نحو الجنوب أو نحو الشمال (وفقًا لموقع المراقبة على الكرة الأرضية)، وفي المساء تبدو للمشاهد أنها تغيب من الغرب؛ وإن كان ذلك مجرد إنطباع، لأن الأرض هي التي تدور حول نفسها وحول الشمس لفترة توازي ٥٢،٥٦٣، يومًا، لا العكس .
الساعة المائية
إستعملت الساعة المائية في مصر وبلاد ما بين النهرين والصين، فكانت تسمح بقياس الوقت من طريق إنسياب السوائل من خلال فتحة صغيرة الى داخل إناء.
وهي إستمرت طيلة قرون، إذ ذكرها الفيزيائي الإغريقي «أرخميدس» الذي قد يكون تابع دراسات في الإسكندرية، وأدخلها من بعده الى الأناضول العالم الكردي «بديع الزمان الجزري» مطلع القرن الثالث عشر، إضافة إلى الشرح الوارد بشأنها في كتاب الفلكي الميكانيكي «رضوان بن محمد الساعاتي» في دمشق حول «صناعة الساعات وإستعمالها»، ولمنشورات أستاذ الجبر «الخوارزمي» خلال العصر الذهبي للعلوم العربية والإسلامية؛ وتزيّنت مدينة «فاس» المغربية بساعة في جامع القيروان الكبير أحد أروع المعالم الإسلامية.
الساعة الرملية
إستعملت «الساعة الرملية» في أوروبا من القرن الثالث عشر لغاية القرن الثامن عشر، وإن كان إستعمل ما يماثلها في بابل ؛ وهي مجرد إناء ينساب منه، من الأعلى الى الأسفل، مزيج من الرمل ومن المواد المطحونة الأخرى، من خلال فتحة نصفية صغيرة . وقد إستعملت في البواخر مثلاً أو في ميادين الرياضة وألعاب التسلية ؛ وما زال يحلو للبعض أن يضعها في مطبخه أو في مكتبه للزينة أو لضبط الوقت .
تطور صناعة الساعة
الساعات الميكانيكية
من منطلق القاعدة التي تفيد بأن «الحاجة أم الإختراع»، بدأ الإنسان بالبحث عن آلة متطورة لقياس الوقت بصورة أكثر دقة وإلتصاقًا بأنشطته اليومية، ومنها الساعة الميكانيكية أو الآلية التي تطوّرت عبر القرون وأخذت العديد من الأشكال والوظائف، ومنها :
- ساعة الحائط التي صنعت إعتبارًا من القرن الرابع عشر، إستنادًا إلى دراسات علماء عرب .
تعمل بالعقارب، ورفعت في الساحات، ووضع لها لاحقًا نظام جرس ينبئ بدقات الوقت (عام ٦٣٣١ في مدينة ميلانو على ما يرجح).
- الساعة المحمولة حول العنق أو في الجيب، المربوطة أحيانًا بسلاسل ذهبية، والتي صنعها الألماني «بيتر هنلين» عام ٨٠٥١.
-الساعة البندولية التي تتماوج أسطوانتها يسارًا ويمينًا، وطورها العالم الهولندي» كريستيان هويغنس» عام ٦٥٦١، إستنادًا على نظريات العالم الفيزيائي الإيطالي»غاليليو».
- الساعة الأوتوماتيكية التي إخترعها السويسري «أبرهام لويس بيرولي» في حدود العام ٧٧٧ . وهي بالرغم من كونها أوتوماتيكية، تبقى من فئة الساعات الميكانيكية، وتتجدّد تعبئتها وديناميتها من حركة المعصم الذي يحملها . طوّرها ليون لوروا عام ٢٢٩١ وإنتشرت إعتبارًا من العام ٦٢٩١.
ومن الساعات الميكانيكية الشهيرة في العالم، ساعة «بيغ بن» اللندنية التي بدأ تشغيلها عام ٩٥٨١.
- ساعة اليد إعتبرت في مرحلة أولى أنثوية الطابع، إلاّ ان شركة «جيرار بيريغيه» طورت شكلها في حدود العام ٠٨٨١، وضمها لويس كارتييه الى المعصم برابط من الجلد عام ٤٠٩١؛ وهي ساعة تعاد تعبئتها يدويًا.
وقد صنعت شركة «أوميغا» ساعة يدوية للعسكريين خلال الحرب العالمية الأولى .
وتتالت الإختراعات ، من الساعة المحكمة الإغلاق المقاومة للماء، التي صنعتها شركة «أوميغا» عام ٧٢٩١؛ الى الساعات العسكرية المقاومة للحريق، وساعة الغطس التي طورتها شركة «بلانبان» عام ٣٥٩١؛ الى ساعة-الكرونوغراف وكذلك تلك الخاصة بالطيران والطيارين، بما في ذلك رواد فضاء الـ«ناسا»، التي إبتكرتها شركة «بريتلينغ»، وأشهرها الـNavitimer عام ٥٢٩١، وساعة «بريتلينغ إيمرجنسي» للطيران المدني في حالات الطوارئ؛ الى الساعة الكهربائية التي عمّمتها «هاميلتون» عام ٧٥٩١ وحملها المغني «إلفيس بريسلي» على معصمه ولا تحتاج الى تعبئة يدوية؛ إضافة الى الساعات ذات الطابع الرياضي للرجال والنساء، وساعة للمغاوير صنعتها شركة «إيدوكس» السويسرية عام ٣٧٩١ وأعادت إصدارها مؤخرًا».
اما الساعة الذرية، فقد بدأت تتبلور أسسها في الولايات المتحدة عام ٩٤٩١ على قواعد علمية معقدة، وصنعتها مختبرات «ناشيونال فيزيكال لابوراتوري» البريطانية عام ٥٥٩١ إنطلاقًا من مادة الـ«سيزيوم» المعدنية الكيميائية، وسوقت إعتبارًا من عام ٨٥٩١، وبيعت حينها بسعر ٠٢ ألف دولار؛ وهي من أكثر الساعات دقة في قياس الوقت والثواني بشكل خاص.
الساعات الفاخرة
إعتبارًا من أواخر القرن الثامن عشر بدأ عمل صانع الساعات يتقارب مع عمل صائغ المجوهرات، ولا سيما في مدينة جنيڤ السويسرية، فإزدادت الدقة في صقل المعادن، وإزدانت الساعات بالذهب والأحجار الكريمة، وبنوع خاص الساعات النسائية. كما بدأت الساعة تتماهى مع عالم الموضة والأزياء، فبرزت ساعات أنيقة بتصاميم عصرية، كالتي إستوحيت مؤخرًا من عروض ربيع وصيف ٩١٠٢، وقام العديد من نجوم الفن بطلب تصنيع ساعات تحمل إسمهم وشارتهم .
يذكر من بين الشركات الأشهر في العالم التي تصنع ساعات بسيطة أنيقة أو ساعات فاخرة وثمينة معروفة : «أوميغا» ،«بريتلينغ»،»رولكس» ،«كارتييه»، «أوديمار-بيغيه»، «باتيك-فيليب»، «جيجر-لوكوتر»، «بلانبان» ،«مونبلان»، «بريغيه»، «بياجيه»، «شوبارد»، «لونجين»، «بوشرون»، «فاشرون كونستانتان»، «بولغاري»، «بوم أي مرسييه»، «شوميه»، «ڤان كليف وآربلز»، «بوشيرير»، «لويس ڤويتون»، «هيرمس»، «شانيل»، «بيار بالمان»، «كالڤن كلاين»، «بوس»، «أرماني»، «سواتش» ،»تيسو»، «سايكو»، «كاسيو»، «سيتيزن»، «أوريس»، «ميشيل إربولان»، «إيبيل»، «فوسيل»، «سواروفسكي»، «كلوز»، «سيريكا»، «زينيت» و«كولينس» وغيرها الكثير.
ظاهرة ساعة الـ«سواتش»
لا بد من الإشارة هنا إلى أنه بالرغم من الشغف بالساعات الفخمة والثمينة، وفي ظل بعض الركود في سوق الساعات بداية الثمانينيات، برزت ظاهرة ساعة «سواتش» البسيطة والمزخرفة بالألوان الزاهية والزهيدة الثمن، وتمكّنت من أن تفرض نفسها في سوق الساعات، وأن تحافظ على موقعها وعلى رغبة العديدين بإقتنائها لغاية الآن. وكان السويسري من أصل لبناني «نقولا حايك» ساهم بشكل أساسي في بلورتها إعتبارًا من عام ٣٨٩١، كما ساهم بصورة موازية في إطلاق سيارة «سمارت» الصغيرة بالتعاون مع شركة مرسيدس، لاقت رواجًا في المدن الأوروبية بشكل خاص .
الساعات الفاخرة المزوّرة
رواج الساعات الفاخرة وشغف الناس بإقتنائها، يفسّر بروز ظاهرة تزوير هذه الساعات، وإنتشار التجارة المحظورة قانونًا للسلع الكمالية المزورة بشكل عام . يجري هذا التزوير بطرق مختلفة، منها التزوير البدائي الذي يقتبس الشكل ويكتفي بتقنية بسيطة في الجوهر، حيت تباع مثل هذه الساعات خلسة، بما في ذلك في زوايا شوارع المدن كمدينة نيويورك نفسها ، بسعر لا يتجاوز الـ ٠٣ دولارًا أحيانًا . وهناك التزوير الذي يعتمد تقنيات عالية في تصنيع الساعة، إلاّ أنه يستعمل زورًا إسمها وسماتها الخارجية المعروفة .
وقد عممت مذ ذاك في وسائل الإعلام مجموعة تعليمات لمساعدة المستهلك على التمييز بين الساعة الأصلية والساعة المزوّرة . كما برزت فكرة ضم شهادات منشأ وجودة من الشركات، لا بل من مصادر حكومية رسمية بالذات، مع التواقيع والأختام التي يصعب تزويرها ، إضافة إلى تشديد الحملة لمنع التزوير من مصادره.
الساعات الإلكترونية
في الواقع إستبدلت العديد من الساعات الحديثة النظام الآلي بأنظمة إلكترونية وليس فقط كهربائية، أكان ذلك بالـ«كوارتز» أو أحيانًا بدونه . وباتت الساعات التي سميت بالذكية (smartwatch) ، التي هي شكل من أشكال الحاسوب الصغير الذي يمكن حمله في المعصم، تتضمن أنظمة إستعمال عديدة كإعطاء الوقت بدقة وحفظ المعلومات و التسجيل والتصوير والإضاءة والتنبيه والإرشاد …
تجدر الإشارة الى أن ما يسمى بالساعة الذكية الرقمية الأولى هي الـ«بولسار» التي أنتجتها «هاميلتون وتش كومباني»، وسوقت في العام ٢٧٩١ بنظام إلكتروني غير ميكانيكي، وحمل الممثل جيمس بوند (روجر مور) نسخة منها في معصمه ، في فيلم «ليف أند لت داي» عام ٣٧٩١.
ألاّ أن شركة «سايكو» اليابانية هي التي صنعت ما تم إعتباره الساعة الإلكترونية الرقمية المتطورة الأولى مطلع الثمانينيات، وهو ما أقدمت عليه تاليًا شركات أخرى مثل شركة «كاسيو»؛ علمًا بأن «شون كونيري» الذي لعب في الأساس دور العميل السري جيمس بوند ٠٠٧، كان يتميّز بحمله ساعة «رولكس سابمارينر».
وقد أخذت الساعات الإلكترونية الذكية خلال السنوات الماضية أشكالاً وتقنيات متعدّدة، منها ما يحتوي على ذاكرة تختزن المعلومات، ومنها ما باتت تهدف إلى إعطاء معلومات صحية (Health Watch)، ولا سيما بشأن معدل ضغط الدم وقياس النبض والسعرات الحرارية المحروقة ونسبة الأوكسيجين في الدم ونوعية النوم . كما تم إبتكار الساعات التي تعمل باللمس مع شاشة وذاكرة إعتبارًا من عام ٩٠٠٢ …
وتتنافس الشركات الكبرى في إبتكار مثل هذه الساعات، مثل«سامسونغ» و«آي فون» و«سوني-إريكسون» و «أل.جي» و«موتورولا».
وقد إستوحيت بعض هذه الساعات من أفلام سينمائية مستقبلية تحاكي الخيال، مثل «سبيس أوديسي ١٠٠٢»، و«ستار تريك» و«بريداتور»، حيث ركّزت في حملاتها الترويجية على أن «الخيال اصبح حقيقة»؛
إضافة إلى السعي القائم لتطوير الساعة لتحويلها الى هاتف جوال صغير متكامل الخدمات ومربوط الى المعصم .
ساعة الكوارتز
ساعة الـ«كوارتز» هي ساعة طوّرت في مدينة «نوشاتيل» في سويسرا عام ٧٦٩١ وعمّمتها شركة سايكو عام ٩٦٩١ (سايكو(Q355، علمًا بأن «كينتارو هتاري» أسس هذه الشركة عام ١٨٨١ .
تستعمل في اليد أو على الهواتف المحمولة وأجهزة الحواسيب. تحتوي على شريحة من كريستال الكوارتز المتضمن ذرات من السيلكات أو رمل الصوان، وتصدر ذبذبات بتردد ثابت، وتظهر الوقت تلقائيًا على شاشة رقمية، وإن كان يمكن أن تعمل كذلك على إسطوانة عقارب. وهي تتميّز بدقتها وحداثة تطبيقاتها .
أما ساعة الـ«كوارتز» المعروفة بـ «كينيتيك» الأوتوماتيكية، فلا تحتاج إلى بطارية، وتعمل بواسطة مولد طاقة ميكروسكوبي مندمج مختلف عن البطارية العادية، وتتكفل حركة المعصم بتعبئتها.
ساعات للرجال وأخرى للنساء
درج صنّاع الساعات على تصنيع ساعات خاصة بالنساء أكثر نحافة وأنوثة ومعززة أحيانًا بالزخرفات والحجارة الكريمة، ويمكن تبديلها وفقًا للمناسبات، وتحمل في المنزل أو في أماكن العمل أو في السهرات أو خلال الأنشطة الإجتماعية المتعدّدة .
أما الساعات الرجالية فإزداد حجمها ووزنها ومقاييسها تدريجيًا مع تطوّر الموضة والتقنيات، وإن كانت بعض الماركات مثل «بياجيه» و«أوميغا» و«جيجر لوكوتر» وغيرها، عادت لتصنيع ساعات نحيفة للرجال؛
إضافة إلى ما تقدّمه شركات أخرى من نماذج ساعات «يونيسكس» للرجال والنساء على السواء.
الساعات الـ«تراندي»
في هذا السياق يبدو أن الإتجاه السائد حاليًا لدى فئة الشباب هو شراء الساعات البسيطة الرائجة (التراندي) ومنها :
– الساعات الرقمية «الموصولة» بدون شريط الى «هاتف ذكي» أو حاسوب لوحي، وهي ساعات إلكترونية عالية الدقة والتقنية، تسمح بإستعمال بعض الوظائف كتبادل الرسائل أو متابعة النشاط الجسدي والوضع الصحي؛ وبإمكان هذه الساعات أن تكون هواتف معصم ذكية بحد ذاتها.
كما تلقى الساعات الذهبية باللونين الأصفر والوردي والساعات الفضية والرخامية الحديثة المظهر التي تصنعها مثلا «شركات «كلوز» و«سواروفسكي» و«سواتش» و«غيس» وغيرها، رواجًا لدى الشابات.
وبالرغم من ذلك، فإن ماركات الساعات التقليدية الفاخرة والحديثة للرجال والنساء، لا تفقد مكانتها المرموقة، وتبقى مطلوبة ومرغوبة لجمالها أو للجاه الذي توحي به، وإن كانت تحفظ أحيانًا للمناسبات فقط؛
الى جانب الساعات البسيطة والمفيدة والأنيقة الشائعة.
سعر الساعات
يصعب الغوص بموضوع سعر الساعات نظرًا لتعدّد فئاتها، من الساعة البسيطة التي تباع ببضعة دولارات، الى تلك التي تباع بمئات الدولارات، وصولاً الى الساعات الفاخرة التي يقارب سعر الوسطية منها الخمسة آلاف دولار، الى تلك التي تباع بعشرات ومئات آلاف الدولارات .
مع إشارة خاصة، الى أن بعض الساعات القديمة والنادرة التي يقوم الهواة بجمعها، تباع عادة بالمزادات بأسعار مرتفعة جدًا، تبلغ أحيانًا عدة ملايين من الدولارات.
أما الساعة التي كان يحملها الرئيس الفرنسي الراحل الجنرال شارل دوغول ، « Lip R 27» فقد بيعت في الرابع والعشرين من يوليو ٩١٠٢، بـ ٢٣ ألف يورو، أي ست مرات أكثر من ثمنها الفعلي؛ بينما بيعت بالمزاد عند «كريستيز» ساعة «بريتلينغ» قديمة 608 remitivaN حملها الممثل «شون كونري» في معصمه عام ٥٦٩١ في فيلم «ثندربول»، بـ ٠٢١ ألف دولار .
الساعة التي هبطت على سطح القمر
تحتفل الولايات المتحدة والعالم هذا العام ، بالذكرى الخمسين لهبوط المركبة الفضائية «أبولو ١١» على سطح القمر وعلى متنها ثلاثة رواد : «نيل أرمسترونغ» الذي كان أول إنسان يطأ يابسة القمر ؛ ولحقه «باز ألدرين» بعد ٩١ دقيقة ، بينما بقي «مايكل كولينز» على متن المركبة.
والجدير ذكره، أن ماركة «أوميغا» تتباهى بأن «ألدرين» كان يحمل ساعة
(Omega Speedmaster)عندما مشى على سطح القمر بتاريخ ١٢ يوليو ٩٦٩١. وقد أصدرت الشركة بمناسبة هذه الذكرى نموذجًا ذهبيًا لساعة «سبيدماستر مون ووتش» بثمانية عشر قيراطًا ؛ علمًا بأن سفير «أوميغا» ما هو ألا الممثل جورج كلوني .
والمفارقة، أن «أرمسترونغ» لم يصطحب ساعته معه الى سطح القمر، و«كولينز» بقي في المقصورة. في المقابل لم يعد من المعلوم أين أصبحت الساعة التي رافقت «ألدرين» الى القمر بعد أن عاد بها سالمًا الى الأرض .
أقوال مأثورة عن الساعة
الكاتب والشاعر الفرنسي «ڤولتير»، وإسمه الحقيقي «فرنسوا-ماري آرواي )٤٩٦١-٨٧٧١ )
«الكون يبهرني، ولا يمكنني أن أتخيل أن هذه الساعة المنتظمة التي تذكرنا بإنتظامه، موجودة بدون أن يكون لها خالق».
مثل إفريقي
»الإنسان إخترع الساعة والله العلي «خلق الزمن».
الكاتب والناقد المسرحي الفرنسي بيار-جول رينار )٤٦٨١-٠١٩١ )
»الحب يقتل الذكاء .العقل تجاه القلب هو كالساعة الرملية . لايمتلىء الواحد ألا بعد أن يفرغ الثاني».
الكاتب البرازيلي «باولو كويلو» ، مواليد ١٩٤٧
هل تساءل أحد، لماذا تدور عقارب الساعة في إتجاه محدّد، وليس في إتجاه آخر؟
)والواقع أن الإجابة التقنية على هذا التساؤل الفلسفي متوفّرة، كما ورد فـي سياق التحقيق)
الشاعر والكاتب «جبران خليل جبران» )٣٨٨١-١٣٩١ (
«لا تتوقف الحياة بسبب بعض خيبات الأمل، فالوقت لا يتوقف عندما تتعطل الساعة».
خلاصة
موضوع الساعات المرتبط بضبط الوقت وبالفلسفة والموضة والتكنولوجيا على السواء موضوع متشعب؛ وقد سعينا للإضاءة عليه من أوجه مختلفة، وسنعود الى بعض جوانبه في كتابات لاحقة .
تعرض على المستهلك في الواقع العديد من الأشكال الخارجية والأنظمة الداخلية المختلفة للساعات، وهو يختار غالبًا ما يتناسب مع حاجته أو إمكاناته المادية، أو ما يفيده أو يرتاح إليه، وما يتماهى بشكل خاص مع شخصيته.
وبالرغم من سهولة الإطلاع على الوقت، بمجرد إلقاء نظرة سريعة الى لوحة قيادة السيارة أو الى الهاتف المحمول الذي بات يستعمله معظم سكان العالم، فإن الساعة التقليدية تبقى مطلوبة ومرغوبة بموازاة الإقبال غير المسبوق الحالي، والمتوقع مستقبلاً، على الننسخات المتطورة بإستمرار للساعة الالكترونية الذكية الحديثة.